الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 345

شرح الغريب: الهنبثة: الداهية والأمر الشديد، والاختلاف فى القول، والخَطْب: الأمر الشديد يكثر فيه التخاطب، والخُطَب: جمع خُطبة، والوابل: المطر الشديد الضخم القطر.
المناسبة: روى الشيخ الكلينى بالإسناد عن محمد بن المفضّل، عن الإمام أبى عبداللّه الصادق عليه السلام قال: «جاء ت فاطمة عليهاالسلامإلى ساريةٍ فى المسجد، وهى تقول وتخاطب النبى صلى الله عليه و آله »، ثمّ أنشد البيتين.
وقد كانت ندبتها لأبيها صلى الله عليه و آله حينما تظاهر القوم على منعها حقّها فى إرث أبيها المصطفى، وإجماعهم على غصب الخلافة والوصاية الإلهية من عترة النبى الأكرم صلى الله عليه و آله ، فقد روى الشيخ المفيد بالإسناد عن زينب بنت على بن أبى طالب عليه السلام قالت: لما اجتمع رأى أبى بكر على منع فاطمة عليهاالسلام فدكا والعوالى، وآيست من إجابته لها، عدلت إلى قبر أبيها رسول اللّه صلى الله عليه و آله فألقت نفسها عليه، وشكت إليه ما فعله القوم بها، وبكت حتى بلّت تربته بدموعها وندبته، ثمّ قالت فى آخر ندبتها، وانشدت ثمانية أبيات من القصيدة منها البيتان المتقدّمان. ۱
وهذه القصيدة جاء ت فى أغلب المصادر التى ذكرناها بعد خطبة الزهراء عليهاالسلامالتى بيّنت فيها فضل أهل البيت عليهم السلام وحقّهم، ونازعت فيها القوم وناظرتهم وأقامت الدليل القاطع والحجّة الظاهرة على حقّها فى إرث أبيها صلى الله عليه و آله ، ولكنّهم أبوا سماع نداء الحقّ، وأصرّوا على اغتصاب حقّها، وكأنّهم لم يسمعوا وصيّة المصطفى صلى الله عليه و آله «فاطمة بضعة منّى، يؤذينى ما يؤذيها». ۲ فودّعت الحياة وهى غضبى عليهم، فأوصت أن لا يحضروا جنازتها ولا الصلاة عليها، وسيلاقون إثم ما قدّمت أيديهم ذلك «لأنّ اللّه يغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها». ۳

1.الأمالى المفيد، ص ۴۰، ج ۸ .

2.صحيح مسلم، ج ۴، ص ۱۹۰۳، ح ۹۴؛ سنن الترمذى، ج ۵، ص ۶۹۹، ح ۳۸۶۹ ؛ المستدرك الحاكم، ج ۳، ص ۱۵۹؛ مسند أحمد، ج ۴، ص ۵.

3.المستدرك الحاكم، ج ۳، ص ۱۵۴؛ المعجم الكبير الطبرانى، ج ۱، ص ۱۰۸، ح ۱۸۲؛ و ج ۲۲، ص ۴۰۱، ح ۱۰۰۱.

صفحه از 416