الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 348

أمّا إيمان أبى طالب رضى الله عنه فهو أمر مفروغ منه، وغاية الأمر أنّه كان يكتم إيمانه لمصالح خاصّة تطلَّبتها الدعوة الإسلامية فى مراحلها المبكّرة، يدلّ على ذلك سيرته العملية فى التعامل مع الرسول صلى الله عليه و آله ورسالته، ومن تصفّح ديوان شعره يجد صريح إقراره بالتوحيد، واعترافه بالنبوّة، وتصديقه بالرسول صلى الله عليه و آله ، ولا يجحد ذلك إلا مكابر أو معاند للحقّ، وقد كتب جماعة من كبار علماء الإسلام فى سيرة أبى طالب رضى الله عنه وما يثبت إسلامه وحسن إيمانه. ۱
التخريج: (الكافى) 1: 449 / 29 كتاب الحجّة أبواب التواريخ باب مولد النبى صلى الله عليه و آله ووفاته، وأورده أبوهفّان فى (ديوان أبى طالب)، وابن هشام فى (السيرة)، وابن إسحاق فى (السيرة)، والسهيلى فى (الروض الأُنف)، وابن أبى الحديد فى (شرح النهج)، وابن كثير فى (البداية والنهاية)، والبغدادى فى (الخزانة)، والشيخ المفيد فى (إيمان أبى طالب)، و(الفصول المختارة). ۲
المناسبة: هذا البيت من قصيده قالها أبو طالب رضى الله عنه حين تظاهرت قريش على رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، واستدلّ به الإمام الصادق عليه السلام على إيمان أبى طالب رضى الله عنه، فقد قيل له عليه السلام : إنّهم يزعمون أنّ أبا طالب كان كافرا؟ فقال عليه السلام : «كذبوا، كيف يكون كافرا وهو يقول: (وأنشد البيت)؟».
واستدلّ به الشيخ المفيد لنفس الغرض، فقد قال بعد إيراده: وفى هذا الشعر محض الإقرار برسول اللّه صلى الله عليه و آله وبالنبوّة وصريحه بلا ارتياب. ۳

1.عدّ فى مقدّمة رسالة (إيمان أبى طالب للشيخ المفيد) سبعة وثلاثين كتابا مصنّفا فى إيمان أبى طالب رضى الله عنه، والرسالة من تحقيق قسم الدراسات الإسلاميّة مؤسسة البعثة، وراجع مجلّة تراثنا العددان (۶۳ و۶۴) الصفحات ۱۶۳ ـ ۲۳۳ مقال: معجم ما ألّف عن أبى طالب عليه السلام بقلم عبداللّه صالح المنتفكى.

2.ديوان أبى طالب أبو هفّان، ص ۷۲، ح ۳؛ سيرة ابن هشام، ج ۱، ص ۳۷۷؛ سيرة ابن إسحاق، ص ۱۵۷؛ الروض الأُنف، ج ۲، ص ۱۰۲؛ شرح ابن أبى الحديد، ج ۱۴، ص ۷۲؛ البداية والنهاية، ج ۳، ص ۸۴ ؛ خزانة الأدب، ج ۲، ص ۷۶؛ إيمان أبى طالب، ج ۳۳، الفصول المختارة، ص ۲۳۰.

3.إيمان أبى طالب، ص ۳۳.

صفحه از 416