الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 349

[16[]الطويل]

وكُمْتَا مُدَمّاةً كأنّ مُتُونهاجَرى فَوقَها فاسْتَشْعَرَتْ لَونَ مُذْهَبِ
القائل: طُفيل بن عَوف الغَنوى، من قيس عيلان، شاعر جاهلى فحل، من الشجعان، اشتهر بوصف الخيل، وربّما سمى طفيل الخيل لكثرة وصفه لها، ويسمّى أيضا الُمحبّر لتحسينه شعره، وقيل: لحسن وصفه للخيل، وقد عاصر النابغة الجعدى وزهير بن أبى سلمى، ومات بعد مقتل هرم بن سنان، وذلك فى نحو السنة الثالثة عشرة قبل الهجرة، وله ديوان مطبوع. ۱
التخريج: (التهذيب) 1: 74 باب صفة الوضوء، والبيت من قصيدة طويلة فى ديوان الشاعر يصف فيها الخيل والخباء، مطلعها:

وبيت تهبّ الريح فى حجراتهبأرض فضاءٍ بابه لم يحجبِ
والبيت من شواهد سيبويه، وأورده الشنتمرى فى (النكت)، والمبرد فى (المقتضب)، والأنبارى فى (الإنصاف) وغيرهم. ۲
شرح الغريب: الكُمت: جمع كُميت، وهو من الخيل ما كان لونه بين الحمرة والسواد، والكُميت مصغّر أكمت تصغير ترخيم، لأنّ أكمت غير مستعمل فى اللغة، والمدمّاة: التى غلبت عليها الحمرة فكأنّها طُليت بالدم، والمتون: جمع متن، وهو الظهر، وجرى: سال، واستشعر الثوب: لبسه شعارا، والشعار: ما يلى الجسد من الثياب، والمُذهَب: المموّه بالذهب، يُقال: فرس مُذهَب، أى تعلو حُمرته صُفرة.
الشاهد فيه: قوله: (لون مُذهب) وقد استشهد به الشيخ الطوسى على أنّ الكلام إذا حصل فيه عاملان أحدهما قريب والآخر بعيد، فإعمال الأقرب (وهو العامل الثانى) أولى من إعمال الأبعد.
والبيت يدخل فى باب التنازع، فقد تقدّم عاملان، وهما: قوله (جرى) وقوله

1.خزانة الأدب البغدادى، ج ۹، ص ۴۶؛ الشعر والشعراء ابن قتيبة، ص ۳۰۰؛ شرح شواهد المغنى السيوطى، ج ۱، ص ۳۶۲؛ الأعلام الزركلى، ۳، ص ۲۲۸.

2.ديوان طفيل الغنوى، ص ۲۳؛ الكتاب سيبويه، ج ۱، ص ۵۲ ؛ النكت فى تفسير الكتاب الشنتمرى، ج ۱، ص ۲۱۴؛ الإنصاف فى مسائل الخلاف الأنبارى، ج ۱، ص ۸۸ ؛ المقتضب المبرد، ج ۴، ص ۷۵.

صفحه از 416