الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 351

لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا» 1 لأنّه لو أعمل الأوّل لقال: كما ظننتموه، وقال: «ءَاتُونِى أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا» 2 ولو أعمل الأوّل لقال: اُفرغه، وقال: «هَآؤُمُ اقْرَءُواْ كِتَـبِيَهْ» 3 ولو أعمل الأوّل لقال: هاؤم اقرء وه كتابيه... إلى أن قال: وممّا أعمل فيه الثانى قول الشاعر: (وأورد الشاهد) ثمّ قال: ولو أعمل الأوّل لرفع (لون) وفى الرواية منصوب.
والبيت من شواهد سيبويه، وقد استشهد به لنفس الغرض الذى ذكره الشيخ. 4

[17[]الطويل]

يَطِيرُ فُضاضا بينها كُلُّ قَونَسٍوَيَتْبَعُها منهم۵فَراشُ الحَواجِبِ
القائل: النابغة الذُّبيانى، وهو زياد بن معاوية بن ضَباب الذُّبيانى الغَطفانى، أبوأُمامة، شاعر جاهلى، من الطبقة الأولى، من أهل الحجاز، كان يُعرَض عليه الشعر، ويحتكم إليه الشعراء، وعاش عمرا طويلاً، وتوفّى نحو سنة 18 قبل الهجرة. ۶
التخريج: (الفقيه) 4: 123 / باب الشجاج وأسمائها، (التهذيب) 10: 289 باب ديّات الشجاج وكسر العظام والجنايات فى الوجوه والرؤوس والأعضاء، والبيت فى ديوان الشاعر من قصيدة تقع فى 29 بيتا، قالها فى مدح عمرو بن الحارث الغسّانى، والاعتذار إليه، وذلك حينما هرب الشاعر إلى الشام خوفا من بطش النعمان بن المنذر، وأورد ابن المنظور هذا البيت فى موضعين من (اللسان). ۷
شرح الغريب: الفُضاض: ما تكسّر من الشى ء وتفرّق، يقال: فَضَضْتُ الشى ء أفضُّهُ فضّا، فهو فضيض ومفضوض: كسرته وفرّقته، والقَوْنَس: أعلى الرأس، أو أعلى البيضة من الحديد. والفَراش: القشرة التى تكون على العظم دون اللحم، وتُطلَق على العظام

1.سورة الجن (۷۲): ۷.

2.سورة الكهف (۱۸)، الآية ۹۶.

3.سورة الحاقّة (۶۹): الآية ۱۹.

4.راجع: الكتاب سيبويه، ج ۱، ص ۵۰؛ النكت فى تفسير الكتاب الشنتمرى، ج ۱، ص ۲۱۱.

5.فى الفقيه: ويتبعهم منها.

6.الأغانى أبو الفرج، ج ۱۱، ص ۳؛ الشعر والشعراء ابن قتيبة، ص ۸۷ ؛ خزانة الأدب البغدادى، ج ۲، ص ۱۳۵ ـ ۱۳۸؛ الأعلام الزركلى، ج ۳، ص ۵۴.

7.ديوان النابغة، ص ۱۱؛ لسان العرب ـ فضض ـ ج ۷، ص ۲۰۶، و ـ فرش ـ ج ۶، ص ۳۲۸.

صفحه از 416