الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 354

[19[]الخفيف]

فَرْوَ جُودى بدَمْعِكِ المَسْكوبِ................
القائل: سُفيان بن مُصعب العبدى، شاعر كوفى من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، وهو من شعراء أهل البيت المتقدّمين، وقد وردت عدّة روايات فى استنشاد الإمام الصادق عليه السلام إيّاه، وأمر شيعته بتعليم شعره لأولادهم حيث قال: «يا معشر الشيعة، علّموا أولادكم شعر العبدى، فإنّه على دين اللّه » وهو يدلّ على صدق لهجته واستقامة طريقته فى شعره، وكان العبدى معاصرا للسيد الحميرى ت 178ق، وأدرك أباداود المسترق ت 231ق. ۱
التخريج: (الكافى) 8: 216 / 263 الروضة.
شرح الغريب: قوله (فروَ) أى يا أُمّ فروة، فحذف أوّله ضرورة، وحذف آخر الكلمة ترخيما، ويجوز فى (فرو) النصب على لغة من ينتظر الحرف المحذوف، والرفع على لغة من لا ينتظر الحرف المحذوف، والمُراد بأمّ فروة ابنة الإمام الصادق عليه السلام ، عدّها الشيخ المفيد والزبيرى فى أولاده عليه السلام ۲ وأُمّها فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام . ۳
المناسبة: روى الشيخ الكلينى عن سفيان بن مصعب العبدى، قال: دخلت على أبى عبداللّه عليه السلام فقال: «قولوا لأمّ فروة تجى ء فتسمع ما صُنع بجدّها»۴ قال: فجاءت فقعدت خلف الستر، ثمّ قال: «أنشدنا»، قال: فقلت: (البيت). قال: فصاحت وصحن النساء، فقال أبو عبداللّه عليه السلام : «الباب الباب»، فاجتمع أهل المدينة على الباب، قال: فبعث إليهم أبو عبداللّه عليه السلام : «صبيّ لنا غشي عليه فصحن النساء».۵

1.راجع: الغدير الأمينى، ج ۲، ص ۲۹۴.

2.الإرشاد المفيد، ج ۲، ص ۲۰۹؛ نسب قريش الزبيرى، ص ۶۳.

3.عمدة الطالب ابن عنبة، ص ۲۳۳؛ وراجع: مرآة العقول المجلسى، ج ۲۶، ص ۱۳۷.

4.المراد بجدّها الإمام الحسين عليه السلام .

5.قيل: إنّ هذا القول إمّا للتقيّة، أو لبيان الواقع فى تلك الساعة من صيحتهنّ، أو مراده من الصبى عبداللّه بن الحسين عليه السلام الرضيع الشهيد بالطفّ فى حجر أبيه عليه السلام .

صفحه از 416