الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 359

(الكافى): رهيبة، ولم أجده فى أعلام العرب رجالهم، فأثبتّه وفقا لما اتّفقت عليه المصادر. والصمد: السيد المصمود إليه فى الحوائج، وقيل: الكامل الذى لا عيب فيه.
الشاهد فيه: قوله (الصمد) أى المصمود إليه، أو المقصود فى الحوائج، وقد استشهد به الشيخ الكلينى فى باب تأويل الصمد بعد حديث داود بن القاسم الجعفرى، قال: قلت لأبى جعفر الثانى عليه السلام : جعلت فداك، وما الصمد؟ قال: «السيّد المصمود إليه فى القليل والكثير». وحديث جابر بن يزيد الجعفى، عن أبى جعفر الباقر عليه السلام فى حديث قال عليه السلام : «فهو واحد صمد قُدّوس، يعبده كلّ شى ء، ويصمد إليه كلّ شى ء، ووسع كلّ شى ء علما».
قال الشيخ الكلينى رحمه الله: فهذا هو المعنى الصحيح فى تأويل الصمد، لا ما ذهب إليه المشبّهة أنّ تأويل الصمد المصمت الذى لا جوف له، لأنّ ذلك لا يكون إلا من صفة الجسم، واللّه جلّ ذكره متعالٍ عن ذلك، وهو أعظم وأجلّ من أن تقع الأوهام على صفته، أو تدرك كنه عظمته.
ولو كان تأويل الصمد فى صفة اللّه عزّ وجلّ المصمت، لكان مخالفا لقوله عزّ وجلّ: «لَيسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ»۱ لأنّ ذلك من صفة الأجسام المصمتة التى لا أجواف لها، مثل الحجر والحديد وسائر الأشياء المصمتة التى لا أجواف لها، تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا.
إلى أن قال: وهذا الذى قال عليه السلام أنّ الصمد هو السيد المصمود إليه، هو معنى صحيح موافق لقوله تعالى: «لَيسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ» والمصمود إليه: المقصود، فى اللغة. ثمّ أورد عدّة شواهد شعرية منها عجز هذا الشاهد، وقال: ومثل هذا كثير، واللّه عزّوجلّ هو السيّد الصمد الذى جميع الخلق من الجنّ والإنس إليه يصمدون فى الحوائج، وإليه يلجأون عند الشدائد، ومنه يرجون الرخاء ودوام النعماء، ليدفع عنهم الشدائد.

[23[]البسيط]

عَلَوتُهُ بحُسامٍ ثمُّ قلتُ لَهُخُذْها حُذيفُ فأنتَ السيِّدُ الصَّمدُ
القائل: فى (الكافى): هو شدّاد بن معاوية فى حُذيفة بن بدر، وشدّاد بن معاوية هو

1.سورة الشورى (۴۲): الآية ۱۱.

صفحه از 416