الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 360

أبو عنترة الشاعر الجاهلى المشهور بشجاعته، وشدّاد أحد قادة بنى عبس الفرسان فى حرب داحس والغبراء التى كانت بين عبس وذبيان.
لكن الذى فى (العقد الفريد) أنّ قاتل حُذيفة بن بدر الوارد اسمه فى البيت، هو عمرو بن الأسلع العبسى والحارث بن زهير، فقال عمرو بن الأسلع مفتخرا على بنى ذبيان:

إنّ السماء وإنّ الأرض شاهدةٌواللّه يشهدُ والإنسانُ والبلدُ
أنى جزيتُ بنى بدرٍ بسعيهميوم الهباءة۱قتلاً ما له قَودُ
لمّا التقينا على أرجاء جُمّتهاوالمشرفية فى أيماننا تَقِدُ
علوتهُ بحسامٍ ثمّ قلت لهخُذها حذيف فأنت السيدُ الصمدُ۲
فالبيت منسوب فى (العقد الفريد) إلى عمرو بن الأسلع، وكذلك نسبه الفيروزآبادى فى (البصائر)، والأستاذ أحمد عبدالغفور العطّار محقّق كتاب (صحاح الجوهرى)، أمّا باقى المصادر التى سنذكرها فى التخريج فلم تنسب البيت إلى أحد، وذلك ممّا يقلّل احتمال الجزم بنسبة البيت إلى أحد الرجلين، فضلاً عن أنّ شدّاد بن معاوية كان أحد فرسان يوم الهباءة، فلعلّه هو الذى ضرب حذيفة ابن بدر الفزارى، ونسب ابن الأثير الضرب إلى قرواش بن عمرو بن الأسلع ۳ دون أن يذكر الشعر، فنسبة الضرب غير ثابتة فى المصادر التاريخية، وتتبعها نسبة البيت.
التخريج: (الكافى) 1: 124 / 2 كتاب التوحيد باب تأويل الصمد، وأورده القالى فى (الأمالى)، وابن فارس فى (مجمل اللغة) و(معجم مقاييسها)، والجوهرى فى (الصحاح)، وابن منظور فى (اللسان)، والفيروزآبادى فى (البصائر)، والقرطبى فى (التفسير) وابن عبد ربه فى (العقد الفريد) ۴ وغيرهم.

1.الهباءة: أرض ببلاد غطفان، ويوم الهباءة: أحد أيّام داحس والغبراء.

2.راجع: العقد الفريد ابن عبد ربه، ج ۶، ص ۱۸ ـ ۲۰.

3.الكامل ابن الأثير، ج ۱، ص ۵۷۹.

4.الأمالى القالى، ج ۲، ص ۲۸۸؛ مجمل اللغة ابن فارس، ج ۳، ص ۲۴۱؛ معجم مقاييس اللغة ابن فارس، ج ۳، ص ۳۱۰؛ الصحاح الجوهرى، ج ۲، ص ۴۹۹؛ لسان العرب ابن منظور، ج ۳، ص ۲۵۸؛ بصائر ذوى التمييز الفيروزآبادى، ج ۳، ص ۴۴۰؛ تفسير القرطبى، ج ۲۰، ص ۲۴۵؛ العقد الفريد ابن عبد ربه، ج ۶، ص ۲۰؛ مرآة العقول المجلسى، ج ۲، ص ۶۳؛ تاج العروس الزبيدى، ج ۸، ص ۲۹۵.

صفحه از 416