الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 368

روى الحسين بن أبى العلاء، عن أبى عبداللّه الصادق عليه السلام ، قال: «رحم اللّه عبدا عفّ وتعفّف، وكفّ عن المسألة، فإنّه يتعجّل الدنية فى الدنيا، ولا يغنى الناس عنه شيئا»، قال: ثمّ تمثّل أبو عبداللّه عليه السلام ببيت حاتم.

[31[]البسيط]

جِئنى بمِثْلِ بنى بَدْرٍ لقَوْمِهمأو مِثْلَ أُسْرَةِ مَنْظُورِ بن سَيَّار
القائل: جرير بن عطية بن حذيفة الخَطَفى الكلبى اليربوعى، من تميم، أشعر أهل عصره، ولد ومات فى اليمامة، وله نقائض مع شعراء عصره كالفرزدق والأخطل، وتوفّى سنة 110ق. وله ديوان شعر مطبوع. ونقائضه مع الفرزدق مطبوعة بثلاثة أجزاء. ۱
التخريج: التهذيب 1: 72 باب الوضوء، وهو من شواهد سيبويه فى (الكتاب)، وأورده الأعلم الشنتمرى فى (شرح الكتاب)، والمبرد فى (المقتضب)، وإيليا الحاوى فى (شرح ديوان جرير)، والشيخ فى (تفسيره). ۲
شرح الغريب: البيت من قصيدة تقع فى 39 بيتا، مطلعها:

حيّوا المقام وحيّوا ساكن الدارما كدت تعرف إلا بعد إنكار
وكان يخاطب فيها الفرزدق، ويفتخر عليه بسادات قيس لأنّهم أخوال جرير، فبنو بدر من فزارة، وفيهم شرف قيس عيلان، وبنو سيار من سادات فزارة أيضا، وفزارة بن ذبيان من قيس، وأسرة الرجل: رَهْطهُ الأدنون إليه.
الشاهد فيه: قوله (أو مثلَ) بالنصب عطفا على موضع الباء وما عملت فيه، وهو ما يقال له العطف على المعنى، لأنّ معنى قوله (جئنى بمثل بنى بدر) هاتنى، أو أعطنى مثلهم، فكأنّه قال: هات مثلَ بنى بدرٍ، أو مثلَ أُسرة منظور.
وقد استشهد به الشيخ خلال حديثه عن فرض الأرجل فى الوضوء على ضوء الآية المباركة «وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ»۳ على قراءة نصب الأرجل عطفا على محلّ

1.الأعلام الزركلى، ج ۲، ص ۱۱۹.

2.الكتاب سيبويه، ج ۱، ص ۶۳ و۱۰۶؛ النكت فى تفسير الكتاب الأعلم، ج ۱، ص ۲۲۷؛ المقتضب المبرد، ج ۴، ص ۱۵۳؛ شرح ديوان جرير إيليا الحاوى، ص ۳۸۲؛ التبيان الطوسى، ج ۳، ص ۴۵۵.

3.سورة المائدة (۵): الآية ۶.

صفحه از 416