الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 371

المناسبة: أنشده الإمام الصادق عليه السلام خلال حديثه مع أحد أصحابه والذى يتضمّن استحباب كتمان السرّ، عن عمّار، قال: قال لى أبو عبداللّه عليه السلام : «أخبرت بما أخبرتك به أحدا؟»قلت: لا، إلا سليمان بن خالد. قال: «أحسنت، أما سمعت قول الشاعر؟» وأنشد البيت.
وقيل: إنّ قوله عليه السلام «أحسنت» إن حُمِل على ظاهره ففيه مدح لسليمان بن خالد، وإن حُمِل على التهكّم فليس كذلك، وهو أوفق بقوله: (أما سمعت...) لأنّ سليمان كان ثالثا. ۱

قافية القاف

[35[]البسيط]

هَلْ أنتَ باعثُ دينارٍ لحاجتِناأو عَبْدَ ربٍّ أخا عَون بن مِخْراقِ
القائل: نسب هذا البيت إلى جرير، وإلى تأبّط شرّا، وإلى جابر بن رألان السنبسى.
التخريج: التهذيب1: 72 باب صفة الوضوء، وهو من شواهد سيبويه فى الكتاب، وأورده أبو على الفارسى، والفخر الرازى، والسيد المرتضى والمبرّد، والزمخشرى، والمقداد السيورى، والبغدادى وغيرهم. ۲
شرح الغريب: هل: استفهام استبطائى فيه حثّ على العمل، قال الزمخشرى عند تفسير الآية (40) من سورة الشعراء (هل أنتم مجتمعون): هو استبطاء لهم فى الاجتماع، والمراد منه استعجالهم واستحثاثهم، كما يقول الرجل لغلامه: هل أنت منطلق؟ إذا أراد أن يحرّك منه ويحثّه على الانطلاق. وهل أنت باعثُ دينارٍ، أى ابعثه سريعا ولا تبطئ به.
وباعث هنا بمعنى مرسل، ويأتى بمعنى موقظ، والأوّل أحسن إذ لا دليل على النوم فى البيت، ودينار: يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون أراد أحد الدنانير، أو أن يكون أراد

1.بحار الأنوار، ج ۷۵، ص ۷۷، ح ۲۶.

2.الكتاب سيبويه، ج ۱، ص ۱۰۷ / ۱۴۰؛ الحجّة للقرّاء السبعة الفارسى، ج ۳، ص ۲۱۵؛ التفسير الكبير الفخر الرازى، ج ۱۱، ص ۱۶۱؛ الناصريّات السيّد المرتضى، ص ۲۲۱؛ المقتضب المبرد، ج ۴، ص ۱۵۱؛ الكشّاف الزمخشرى، ج ۳، ص ۳۱۱؛ كنز العرفان المقداد، ج ۱، ص ۱۲؛ خزانة الأدب البغدادى، ج ۸، ص ۲۱۵؛ التبيان الطوسى، ج ۳، ص ۴۵۵.

صفحه از 416