الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 375

المناسبة: ورد عجز البيت فى خبر عبداللّه بن إبراهيم بن محمّد الجعفرى، عن موسى بن عبداللّه بن الحسن، الذى أورد فيه احتجاج الإمام الصادق عليه السلام على عبداللّه بن الحسن بعد خروج ابنه محمّد، وتضمّن دعوة عبداللّه بن الحسن الإمام الصادق عليه السلام لنصرة ولده، وتقدّم الإمام عليه السلام له بالنصيحة وإخباره أنّ الأمر لا يتمّ، ونصحه أن يتّقى اللّه فى نفسه وفى بنى أبيه، ووصف له مقتل ابنه محمّد فى سدّة بنى أشجع وما سيقع عليهم من المشقّة والشدّة والعنت.
وكان ممّا أجاب به عبداللّه الإمام الصادق عليه السلام أن قال: واللّه ليحاربنّ باليوم يوما، وبالساعة ساعة، وبالسنة سنة، وليقومنّ بثأر بنى أبى طالب جميعا. فقال الصادق عليه السلام : «يغفر اللّه لك، ما أخوفنى أن يكون هذا البيت يلحق صاحبنا!» وأنشد عجز البيت. ثمّ قال: لا واللّه لا يملك أكثر من حيطان المدينة، ولا يبلغ عمله الطائف. وكان كما قال عليه السلام ، فقد جاء ت رسل المنصور، وأخذوا بنى الحسن مصفّدين فى الحديد، وحملوا فى محامل عارية لا وطاء فيها، ومن ثمّ قُتل محمد بن عبداللّه كما وصف الإمام عليه السلام .

[38[]البسيط]

لم يَبْقَ إلا أسَيرٌ غَيرُ مُنْفَلِتٍومُوثقٍ فى عِقالِ الأسْرِ مَكْبُولُ
التخريج: (التهذيب) 1: 68 باب صفة الوضوء، وأورده الشيخ فى (التبيان) أيضا، والنووى فى (المجموع). ۱
الشاهد فيه: قوله (موثقٍ) فقد قيل: إنّه مجرور بالمجاورة لقوله (منفلتٍ) مع كونه معطوفا على مرفوع وهو قوله (أسيرٌ)، وقد أورده الشيخ الطوسى رادّا لهذا القول فى معرض حديثه عن فرض الأرجل فى الوضوء على ضوء الآية القرآنية «وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ» وردّه لما زعم أنّ الأرجل مجرورة بالمجاورة للرؤوس وأنّهما يشتركان فى الحركة الإعرابية لا فى الحكم، وقد تضمّن ردّ الشيخ ثلاثة وجوه ذكرناها فى الشاهد(11). وكان منها أنّ المجاورة لا حكم مع واو العطف قال الشيخ: فإن قيل: كيف ادّعيتم أنّ المجاورة لا حكم لها مع واو العطف كيف مع قول الشاعر، وأنشد

1.التبيان الطوسى، ج ۳، ص ۴۵۳؛ المجموع شرح المهذّب النووى، ج ۱، ص ۴۲۰.

صفحه از 416