الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 377

(كفانى) طالب للقليل، و(أطلب) طالب مفعولاً محذوفا يدلّ عليه قوله فى البيت الذى بعده:

ولكنّما أسعى لمجدٍ مؤثّلوقد يدرك المجد المؤثّل أمثالى
ومعنى البيت: ولو ثبت كون سعيى لأدنى معيشة لكفانى قليل من المال ولم أطلب الملك. وهو معنى صحيح لا غبار عليه، ولو جعلنا البيت من باب التنازع لكان المعنى: ولو ثبت كون سعيى لأدنى معيشة لكفانى قليل من المال ولم أطلب ذلك القليل، وهو معنى متناقض بعيد عن مراد الشاعر.
وقد أورده الشيخ فى حديثه عن فرض الأرجل فى الوضوء على ضوء قوله تعالى: «وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ»۱ فى قراءة نصب الأرجل، وكون عطف الأرجل على محلّ الرؤوس أولى من عطفها على الوجوه، لأنّ إعمال الأقرب وهو العامل الثانى أولى من إعمال الأبعد، ثمّ أورد عدّة شواهد قرآنية وشعرية على ذلك ذكرنا بعضها فى الشاهد (9).
ثمّ إنّه ردّ ما يدلّ على إعمال الأوّل، فقال: فأمّا قول أمرئ القيس وإعمال الأوّل ـ وأنشد الشاهد ـ فأوّل ما فيه: أنّه شاذ وخارج عن بابه ولا حكم على الشاذ، والثانى: إنّما رفع لأنّه لم يجعل القليل مطلوبا، وإنّما كان المطلوب عنده الملك، وجعل القليل كافيا، ولو لم يرو هذا ونصب فسد المعنى.

[40[]الطويل]

كأنّ ثَبيرا فى عَرانينِ وَبْلِهِكبيرُ اُناسٍ فى بِجادٍ مُزَمّلِ
القائل: امرؤ القيس، وقد تقدّمت ترجمته فى الشاهد (7).
التخريج: (التهذيب) 1: 66 / 187 باب صفة الوضوء، وأورده ابن جنى فى (الخصائص)، وابن الشجرى فى (أماليه) وغيرهما. ۲

1.سورة المائدة (۵): الآية ۶.

2.الخصائص، ج ۱، ص ۱۹۲؛ وج ۳، ص ۲۲۱، الأمالى ابن الشجرى، ج ۱، ص ۹۰؛ ديوان امرئ القيس، ص ۶۲؛ المعلّقات العشر الزوزنى، ص ۹۲؛ خزانة الأدب البغدادى، ج ۵، ص ۹۸؛ مغنى اللبيب ابن هشام، ج ۲، ص ۶۶۹ و ۸۹۵ ؛ لسان العرب ـ خزم ـ ، ج ۱۲، ص ۱۷۷.

صفحه از 416