الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 389

[50[]الطويل]

ولكنّ نَصْفا لَو سَبَبْتُ وسَبّنىبَنُو عَبدِ شَمْسٍ مِن مَنَافٍ وهَاشِمِ
القائل: الفرزدق، وهو هَمّام بن غالب بن صَعْصعة التميمى الدارمى، أبو فراس، واشتهر بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه، شاعر من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر فى اللغة، ومن شعراء الطبقة الأولى، له قصيدة فى مدح الإمام على بن الحسين عليه السلام مطلعها:
هذا الذى تعرفُ البطحاءُ وطأته
والبيتُ يعرفه والحِلُّ والحَرَمُ ۱
وله نقائض مشهورة مع جرير والأخطل، وتوفّى فى بادية البصرة سنة 110ق. ۲
التخريج: (التهذيب) 1: 74 باب صفة الوضوء، والبيت فى ديوان الشاعر من قصيدة فى هجاء جرير، وقبله:

وليس بعدلٍ أن سَبَبتُ مُقاعسابآبائى الشُّمِّ الكِرامِ الخضارمِ
وهو من شواهد سيبويه فى (الكتاب)، والمبرد فى (المقتضب)، وأورده الأعلم فى (شرح الكتاب)، والبغدادى فى (الخزانة)، والأنبارى فى (الإنصاف). ۳
شرح الغريب: قوله: (ولكن نصفا) أى إنصافا وعدلاً، وفى الديوان: ولكن عدلاً، ومن مناف: يريد به عبدمناف بن قصى على حسب النسبة إليه، و(هاشم) معطوف على (عبد شمسٍ) لا على (منافٍ) كما تصوره بعض الشارحين لأنّه يترتّب عليه فساد المعنى، لأنّ عبد شمس وهاشما أخوان، وهما ابنا عبد مناف بن قصى. ومراد الشاعر أنّه ليس من الإنصاف أن يسبّ بنى مقاعس ۴ بآبائه لما لآبائه من الشرف والكرامة، ولو كان

1.راجع: الديوان، ج ۲، ص ۱۷۸ ـ ۱۸۱ ؛ رجال الكشى، ص ۱۳۰، ص ۲۰۷؛ حلية الأولياء أبونعيم، ج ۳، ص ۱۳۹؛ كنز الفوائد الكراجكى، ج ۱، ص ۱۸۲؛ الصواعق المحرقة الهيتمى، ص ۲۰۰؛ كشف الغمّة الإربلى، ج ۲، ص ۴۴؛ تذكرة الخواص سبط ابن الجوزى، ص ۳۲۹؛ مختصر تاريخ دمشق ابن منظور، ج ۱۷، ص ۲۴۷.

2.الأعلام الزركلى، ج ۸، ص ۹۳.

3.ديوان الفرزدق بشرح إيليا الحاوى، ج ۲، ص ۵۲۳ ؛ كتاب سيبويه، ج ۱، ص ۵۲، ش ۶۳؛ شرح الكتاب الأعلم، ج ۱، ص ۲۱۳ و۷۰۲؛ خزانة الأدب البغدادى، ج ۹، ص ۲۸۵؛ الإنصاف فى مسائل الخلاف الأنبارى، ج ۱، ص ۸۷، ش ۴۲؛ المقتضب المبرد، ج ۴، ص ۷۴.

4.وهم حى من تميم، رهط جرير الشاعر، و مقاعس هو الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.

صفحه از 416