الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 397

وفى مقامكم وأنتم مقيمون، وفى منصرفكم وأنتم منصرفون، ولم تكونوا فى شى ء من حالاتكم مكرهين، ولا إليه مضطرّين».
فقال له الشيخ: وكيف لم نكن فى شى ء من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرين، وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا؟
فقال له عليه السلام : «وتظنّ أنّه كان قضاءً حتما وقدرا لازما؟! إنّه لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهى والزجر من اللّه ، وسقط معنى الوعد والوعيد، فلم تكن لائمةٌ للمذنب، ولا محمدة للمحسن، ولكان المذنب أولى بالإحسان من المحسن، ولكان المحسن أولى بالعقوبة من المذنب، تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان، وخصماء الرحمن، وحزب الشيطان، وقدرية هذه الأمّة ومجوسها، إنّ اللّه تبارك وتعالى كلّف تخييرا، ونهى تحذيرا، وأعطى على القليل كثيرا، ولم يُعص مغلوبا، ولم يطع مكرها، ولم يملّك مفوّضا، ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً، ولم يبعث النبيين مبشّرين ومنذرين عبثا «ذَ لِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ النَّارِ» 1 فأنشأ الشيخ يقول (وأنشد البيتين). انتهى.
وزاد فى بعض ما ذكرنا من المصادر على البيتين أبياتا اُخرى، فوصلت فى (الفصول المختارة) إلى تسعة أبيات.

[55[]الرجز]

إذا جَعَلنا۲ثافِلاً يمينافلن نعودَ بَعْدَها۳سِنينا
لِلْحَجِّ والعُمْرَةِ مابَقِينا
القائل: يزيد بن معاوية لعنه اللّه .
وفى (معجم البلدان): عمر بن يزيد بن معاوية، وقال: روى أنّه كان ليزيد بن معاوية ابن اسمه عمر، فحجّ فى بعض السنين، فقال وهو منصرف (وأنشد الرجز) قال: فأصابته صاعقة فاحترق، فبلغ خبره محمّد بن على بن الحسين عليه السلام فقال: «ما استخفّ

1.سورة ص (۳۸): ص ۲۷.

2.فى إحدى روايتى التهذيب: تركنا، وفى معجم البلدان: جَعَلنَ، وفى الفقيه: نزلنا، والظاهر أنّه تصحيف (تركنا) كما فى روضة المتّقين فى شرح من لا يحضره الفقيه.

3.فى الفقيه: بعده.

صفحه از 416