الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 400

وإخباره عن المعصوم هنا لا ريب فيه، فقد قُتِل عبيداللّه بن زياد فى هذه الوقعة، وبعث ابن الأشتر برأسه إلى المختار.
ونقل ابن حبيب ما يدلّ على أنّ وفاة ابن أبى عقب قبل سنة 66ق، فقد ترجم له فى (أسماء المغتالين من الأشراف فى الجاهلية والإسلام)، وقال: عبداللّه بن بشّار ابن أبى عقب الشاعر، وكان رضيع الحسين بن على بن أبى طالب، وكان يجالس عبيداللّه بن الحرّ الجعفى، فيخبره بما خبّره عن على رضى الله عنه، وهو صاحب أشعار الملاحم، وكان يقول: إنّ الحسين رضى الله عنه قال لى: إنّك تقتل، يقتلك عبيداللّه بن زياد بالجازر. ۱
وقال ابن الحُرّ: إنّ ابن أبى عقب كان يخبرنى عن الحسين رضى الله عنه أشياء يَكْذِبُها عليه، ويزعم أنّ ابن زياد يقتله، فأتاه عبيداللّه بن الحر ليلاً مشتملاً على السيف، فناداه فخرج إليه، فقال: أبلغ معى إلى حاجة لى. فخرج معه ابن أبى عقب، فلمّا برز إلى السبخة ضربه بالسيف حتى مات. ۲
وهذا يعنى أنّه قُتل فى حياة ابن زياد، وأنّ الذى اغتاله هو عبيداللّه بن الحر، لكن ذلك معارض بما قدّمناه عن الشيخ الطوسى، وخبره يصدّق الرواية التى زعم ابن الحرّ بسببها أنّ ابن أبى عقب يكذب على الحسين عليه السلام ، فقد بقى ابن أبى عقب حتى كان فى الجيش الذى قاتل ابن زياد بالخازر، ولا ندرى لعلّه كان أحد القتلى فى تلك الوقعة ليتمّ صدق إخباره عن المعصوم عليه السلام ، لكن لم أجد ما يدلّ على ذلك فى ما أُتيح لى بحثه فى كتب الحديث والتاريخ، كما أنّه ليس هناك ما يدلّ على بقائه بعد تلك الوقعة.
وعليه لا تخلو رواية ابن حبيب من أيادى الوضع والدسّ الأموية الهادفة إلى النيل من أخبار المعصومين وتشويه سمعة أصحابهم فضلاً عن تتبّعهم بالقتل والسجن والتعذيب والتشريد.
ومهما يكن الأمر، فإنّ تمثّل المعصوم بهذا البيت ۳ وتصديقه له رغم كونه من شعر

1.الجازر: قرية من نواحى النهروان من أعمال بغداد، والموضع الذى كانت فيه الوقعة بين ابن زياد وجيش المختار هو الخازر على ما قدّمناه.

2.أسماء المغتالين ابن حبيب، ص ۱۷۳ (من نوادر المخطوطات المجلّد الثانى).

3.أى قوله: «وينحر بالزوراء منهم لدى الضحى...».

صفحه از 416