يَسَّرْنَـهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا» 1 .
نقل الكليني تفسير آيات من سورة مريم، بسندٍ عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، في قول اللّه عزّ وجلّ : «وَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَـتُنَا بَيِّنَـتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَىُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا» ، قال :
كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله دعا قريشا إلى ولايتنا، فنفروا وأنكروا ، فقال الذين كفروا من قريش للذين آمنوا الذين أقرّوا لأمير المؤمنين ولنا أهل البيت : «أَىُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا» ، تعييرا منهم ، فقال اللّه ردّا عليهم : «وَ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَـثًا وَرِءْيًا» 2 ، قلت : قوله : «مَن كَانَ فِى الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَـنُ مَدًّا» ؟ قال : كلّهم كانوا في الضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولا بولايتنا، فكانوا ضالّين مضلّين، فيمدّ لهم في ضلالتهم وطغيانهم حتّى يموتوا، فيصيّرهم اللّه شرّا مكانا وأضعف جنداً . قلت : قوله : «حَتَّى إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَ إِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَ أَضْعَفُ جُندًا» ؟ قال : أمّا قوله : «حَتَّى إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ» ، فهو خروج القائم، وهو الساعة، فسيعلمون ذلك اليوم، وما نزل بهم من اللّه على يدي قائمه، فذلك قوله : «مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا « يعني عند القائم» وَ أَضْعَفُ جُندًا» .
قلت : قوله : «وَ يَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْاْ هُدًى» ؟ قال: يزيدهم ذلك اليوم هدىً على هدىً باتّباعهم القائم، حيث لا يجحدونه ولا ينكرونه ، قلت : قوله : «لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَـعَةَ إِلَا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـنِ عَهْدًا» ؟ قال : إلّا من دان اللّه بولاية أمير المؤمنين والأئمّة من بعده، فهو العهد عند اللّه ، قلت : قوله : «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـنُ وُدًّا» ؟ قال : ولاية أمير المؤمنين، هي الودّ الذي قال اللّه تعالى عنه ، قلت : «فَإِنَّمَا يَسَّرْنَـهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا» ؟ قال : إنّما يسّره اللّه على لسانه حين أقام أمير المؤمنين عليه السلام