علما، فبشّر به المؤمنين، وأنذر به الكافرين، وهم الذين ذكرهم اللّه في كتابه لدّاً، أي كفّاراً 1 .
فقد دارت هذه الآيات الكريمة حول أمرين مهمّين من أُمور العقيدة، كما بيّن ذلك الإمام، ألا وهما التسليم بولاية أمير المؤمنين حين نصّ عليه القرآن ونُصب علماً من اللّه تعالى . والأمر الثاني الإشارة إلى ظهور القائم عجّل اللّه تعالى فرجه، وتبشير الإمامُ المؤمنينَ إذا هم اتّبعوه، فإنّ اللّه سيزيدهم هدىً إلى هداهم ، وأنذر من يتخلّف عنه بأنّهم شرُّ مكانا وأضعف جنداً .
وهذا إخبار بما سيأتي، وإنّه لا يتأتّى إلّا لمن كانت عصمته نصّاً من اللّه ، وهم الأئمّة المعصومون عليهم السلام الذين أطلعهم اللّه على علم الغيب .
فسلام عليهم في الأوّلين وفي الآخرين، والحمد للّه ربّ العالمين، وصلّى اللّه على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين .
الخاتمة ونتائج البحث
إنّ من يبحث في قضية تتعلّق بالإمام وما يصدر عنه من روايات وأحاديث، كمن يبحر في بحرٍ وهو كسير المجاذيف، فلا قدرة له على استيعاب علم الإمام إلّا بما يقسم اللّه له ويقدّر، وذلك بمَنٍّ منه ولطفٍ .
وقد عشت هذا المخاض العسير وأنا أحاول إدراك أو فهم رواية الإمام في التفسير، وكانت تجربة نافعة عشتها مع الكافي بما يتضمّنه من أحاديث وروايات عن الأئمّة عامّة ، وعن الإمام الصادق وتفسيره موضوع البحث خاصّة .
وتمخّض عن ذلك ما يمكن أن نطلق عليه منهج الإمام في التفسير، وهو بالوقت نفسه صورة للنتائج التي توصّل إليها هذا البحث، إذ كان الإمام يفسّر القرآن مجيبا عن
1.أُصول الكافي : ج ۱ ص ۴۳۱.