إشارات إلى تفسير الإمام الصادق (ع) في أُصول الكافي قراءة تحليلية.. - صفحه 437

كتفسير الرازي والقرطبي وسواهما .
أخيرا، اللّه أسأل أن يكون هذا البحث المتواضع قربانا لوجهه الكريم ، وحبلاً يوصلني إليه بالتمسّك بأوليائه المعصومين، فقد قال : «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ» ، وأنّهم هم الحبل الموصل إلى رضاه .
ربّنا تقبّل هذا اليسير، واعفُ عن الكثير، إنّك نعم المولى ونعم النصير، وآخر دعوانا أنّ الحمد للّه ربّ العالمين .

سورة البقرة

1 ـ قال تعالى : «يَـبَنِى إِسْرَ ءِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِىَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَ أَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَ إِيَّـىَ فَارْهَبُونِ»۱ .
ذكر الكليني في باب «نكت ونتف من التنزيل في الولاية» تفسير الإمام لهذه الآية بسندٍ متّصل عن سماعة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، في قوله جلّ وعزّ : «وَ أَوْفُواْ بِعَهْدِى» : «بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ،«أُوفِ بِعَهْدِكُمْ»: أوفِ لكم الجنّة۲» .
فالعهد في الآية الكريمة يعني ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو الأمر الذي كان يؤكّد عليه الأئمّة عليهم السلام في كلّ مناسبة، «والولاية داخلة في العهد؛ لأنّها بعض أفراده وأكملها، فهي أولى بالإرادة منه، ثمّ إنّه أخذ العهد عليهم بالولاية في التوراة ، حيث ذكرها فيه كما ذكر الرسالة ، أو في الذرّ على احتمالٍ بعيد» ۳ . وقد أكّد هذا التأويل الأئمّة عليهم السلام ۴ .
وفسّر كثير العهد بأنّه اتّباع محمّد صلى الله عليه و آله ، وهو معنىً لا يبعد عن المعنى الذي قرّره الإمام الصادق عليه السلام ، فإنّ ولاية الإمام عليّ عليه السلام إنّما هي طريق لولايته صلى الله عليه و آله ۵ .

1.البقرة : ۴۰.

2.أُصول الكافي للكليني : ج ۱ ص ۴۳۱.

3.شرح أُصول الكافي للمازندراني .

4.انظر : تفسير الإمام العسكري : ص ۲۲۷.

5.انظر : مجمع البيان للطبرسي : ج ۱ ص ۱۸۱؛ وتفسير الأصفى للفيض الكاشاني : ج ۱ ص ۳۲.

صفحه از 469