إشارات إلى تفسير الإمام الصادق (ع) في أُصول الكافي قراءة تحليلية.. - صفحه 439

من هذه الأقوال ما يراه، فإنّ الشمس لا يحجبها الغربال .
3 ـ قال تعالى : «وَكَذَ لِكَ جَعَلْنَـكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ» 1 .
نقل الكليني في باب «إنّ الأئمّة شهداء اللّه عزّ وجلّ على خلقه»، بسندٍ عن بُريد العجلي، أنّه قال :
سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : «وَكَذَ لِكَ جَعَلْنَـكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ» ؟ قال : نحن الأُمّة الوسطى، ونحن شهداء اللّه على خلقه وحججه في أرضه ، قلت : قول اللّه عزّ وجلّ : «مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَ هِيمَ» ؟ قال : إيّانا عنى خاصّة «هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ» ، في الكتب التي مضت وفي هذا القرآن : «وَ جَـهِدُواْ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِى هُوَ اجْتَبَـلـكُمْ وَ مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَ هِيمَ هُوَ سَمَّـلـكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَ فِى هَـذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُواْ الصَّلَوةَ وَ ءَاتُواْ الزَّكَوةَ وَ اعْتَصِمُواْ بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ» 2 ، فرسول اللّه صلى الله عليه و آله الشهيد علينا بما بلّغنا عن اللّه عزّ وجلّ، ونحن الشهداء على الناس، فمن صدّق صدّقناه يوم القيامة، ومن كذّب كذّبناه يوم القيامة 3 .
و «الأُمّة الوسط»، أي أشرف الأُمم وأفضلهم، وخيارهم وأعدلهم 4 .
وقد أثبتت تفاسير الشيعة هذه الرواية بشيء من الشرح والتفصيل، وأحيانا بطرق أُخرى لها ، فقد جاء في تفسير العيّاشي عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : «لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ» ، قال : «بما عندنا من الحلال والحرام، وبما ضيّعوا منه» .
وعن أبي عمرو الزبيدي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال :
قال : «وَكَذَ لِكَ جَعَلْنَـكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ» ، فإن ظننت أنّ

1.البقرة : ۱۴۳.

2.الحجّ : ۷۸.

3.أُصول الكافي : ج ۱ ص ۱۹۰.

4.شرح أُصول الكافي : ج ۵ ص ۱۶۲.

صفحه از 469