إشارات إلى تفسير الإمام الصادق (ع) في أُصول الكافي قراءة تحليلية.. - صفحه 440

اللّه عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحّدين أن من لا تجوز شهادته في الدنيا على صاعٍ من تمر يطلب اللّه شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرة جميع الأُمم الماضية ! كلّا لم يعن اللّه مثل هذا من خلقه ، يعني الأُمّة التي وجبت لها دعوة إبراهيم: «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» ، وهم الأُمّة الوسطى، وهم خير أُمّة أُخرجت للناس 1 .
في حين ذكر الطبرسي معنيين لقوله تعالى : «أُمَّةً وَسَطًا» ، أحدهما :
إنّه أخبر عزّ اسمه أنّه جعل أُمّة نبيّه محمّد صلى الله عليه و آله عدلاً وواسطة بين الرسول والناس 2
.
وهذا مذهب كثير من المفسّرين ممّن لم يطلعوا على رواية الإمام أو يأخذوا بها .
وثانيهما : «إنّ الأُمّة الوسط هم الأئمّة عليهم السلام ، وقد نقل هذا المعنى مرفوعا إلى الإمام عليّ والباقر عليهماالسلام، وهو ما نحن فيه» 3 . وأخذ بهذا الرأي كثير من مفسّري الشيعة 4 .
وقد أفاد صاحب الميزان في تفسيره لهذه الآية من الرواية التي نحن فيها، وإن لم ينقل نصّها، قال :
ومن المعلوم أنّ هذه الكرامة ليست تنالها جميع الأُمّة ، إذ ليست إلّا كرامة خاصّة للأولياء الطاهرين منهم ، وأمّا من دونهم من المتوسّطين في السعادة والعدول من أهل الإيمان، فليس لهم ذلك، فضلاً عن الأجلاف الجافية ، والفراعنة الطاغية من الأُمّة 5 .
فالشيعة بين آخذٍ بالرواية، وبين مفيدٍ منها .
في حين فسّرها جماعة تفسيرا لغويا ليس فيه دلالات إضافية ، قالوا :
كما أنّ الكعبة وسط الأرض، كذلك جعلناكم دون الأنبياء وفوق الأُمم، والوسط

1.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۶۲ ؛ تفسير فرات الكوفي : ص ۶۲.

2.مجمع البيان : ج ۱ ص ۲۸۸ ؛ التبيان : ج ۲ ص ۵ .

3.مجمع البيان : ج ۱ ص ۲۸۸.

4.انظر : تفسير الصافي : ج ۱ ص ۱۹۷ ؛ ونور الثقلين للحويزي : ج ۱ ص ۱۳۴.

5.تفسير الميزان للعلّامة الطباطبائي : ج ۱ ص ۳۱۹.

صفحه از 469