إشارات إلى تفسير الإمام الصادق (ع) في أُصول الكافي قراءة تحليلية.. - صفحه 441

العدل، لتكونوا شهداء على الناس؛ أي في المحشر للأنبياء على أُممهم ۱ .
تدفعهم بذلك دوافع عقائدية، أو ربما أنّهم لم يوفقوا في الوصول إلى هذه الرواية، واللّه أعلم .
4 ـ قال تعالى : «اللَّهُ وَلِىُّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّـلُمَـتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّـغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّـلُمَـتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»۲ .
ذكر الكليني في باب «فيمن دانَ اللّه عزّ وجلّ بغير إمام من اللّه جلّ جلاله»، تفسير الظلمات والنور، قال :
قال الإمام الصادق عليه السلام برواية عبد اللّه بن أبي يعفور ، في تفسير قوله تعالى : «اللَّهُ وَلِىُّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّـلُمَـتِ إِلَى النُّورِ» : يعني من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة، لولايتهم كلّ إمام عادل من اللّه . وقال : «وَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّـغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّـلُمَـتِ» ، إنّما عنى بهذا أنّهم كانوا على نور الإسلام، فلمّا أن تولّوا كلّ إمامٍ جائر ليس من اللّه عزّ وجلّ بولايتهم إيّاه، أخرجهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب اللّه لهم النار مع الكفّار، ف «أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»۳ .
وقد أثبت العيّاشي هذه الرواية وقال : «إنّ النور هم آل محمّد صلى الله عليه و آله ، والظلمات عدوّهم» ۴ .
وأخذ جملة من المفسّرين من أصحابنا وغيرهم بهذا المعنى ۵ .

1.تفسير القرطبي : ج ۲ ص ۱۵۳ ؛ وانظر : زاد المسير : ج ۱ ص ۱۳۸ ؛ وتفسير الرازي : ج ۴ ص ۱۰۸.

2.البقرة : ۲۵۷.

3.أُصول الكافي : ج ۱ ص ۳۷۵ ـ ۳۷۶.

4.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۱۳۹.

5.انظر : جامع البيان للطبري : ج ۳ ص ۳۱ ؛ التبيان : ج ۲ ص ۳۱۳ ؛ مجمع البيان : ج ۲ ص ۱۶۳ ؛ تفسير الرازي : ج ۸ ص ۵ .

صفحه از 469