إشارات إلى تفسير الإمام الصادق (ع) في أُصول الكافي قراءة تحليلية.. - صفحه 445

قوله عليه السلام : ... يا عمّار كمن باء بسخطٍ من اللّه . . . ، فهم واللّه الذين جحدوا حقّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وحقّ الأئمّة منّا أهل البيت ، فباؤوا لذلك سخطا من اللّه۱.
في حين فسّر غير واحدٍ الآية تفسيرات، منها: إنّه اتّبع رضوان اللّه في العمل بطاعته . ومنها: إنّه اتّبع رضوان اللّه في ترك الغلول . ومنها: إنّه اتّبع رضوان اللّه في الجهاد في سبيله ۲ .
وهذه من التفسيرات التي تأخذ بظواهر الآيات .
وفسّر الواحدي قوله : «من اتّبع رضوان اللّه » بالمؤمنين، و «كمن باء بسخطٍ من اللّه » يعني المنافقين ۳ .
وإنّما أثبتنا أقوال بقيّة المفسّرين في هذه الآية وفي غيرها؛ ليتبيّن الفرق بين ما روي عن الإمام عليه السلام ، وما نُقل عن غيره، فإنّ ذلك من باب ابتغاء الوصول إلى الحقيقة، وهي ظاهرة واضحة ، ومن باب إقامة الحجّة على من يسمع مقالتنا هذه، فقد روي عن الأئمّة عليهم السلام قالوا : «أحيوا أمرنا، رحم اللّه من أحيا أمرنا» .

سورة النساء

1 ـ قال تعالى : «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَ هِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا» 4 .
نقل الكليني في باب «إنّ الأئمّة عليهم السلام ولاة الأمر وأنّهم الناس المحسودون» تفسير قوله تعالى بسندٍ عن حمران بن أعين، قال :
قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : قوله عزّ وجلّ : «فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَ هِيمَ الْكِتَـبَ» ؟ فقال : النبوّة ، قلت و «وَالْحِكْمَةَ» ؟ قال : الفهم والقضاء ، قلت : «وَءَاتَيْنَـهُم مُّلْكًا

1.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۲۰۵ ؛ وانظر : تفسير الصافي : ج ۱ ص ۳۹۶.

2.انظر : معاني القرآن للنحّاس : ج ۱ ص ۵۰۶ ؛ مجمع البيان : ج ۲ ص ۴۳۳.

3.تفسير الواحدي : ج ۱ ص ۲۴۱.

4.النساء : ۵۴ .

صفحه از 469