رسول اللّه صلى الله عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ولم يسمّ لهم من كلّ أربعين درهما درهم ۱ ، حتّى كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم ، ونزل : «وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ» ، ونزلت في عليّ والحسن والحسين، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في علي : مَن كنت مولاه فعليّ مولاه ، وقال صلى الله عليه و آله : أوصيكم بكتاب اللّه وأهل بيتي، فإنّي سألت اللّه عزّ وجلّ أن لا يفرّق بينهما حتّى يوردهما عليَّ الحوض، فأعطاني ذلك ، وقال صلى الله عليه و آله : لا تعلّموهم فهم أعلم منكم ، وقال صلى الله عليه و آله : إنّهم لن يخرجوكم من باب هدىً ولن يدخلوكم في باب ضلالة ، فلو سكت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ولم يبيّن مَن أهل بيته، لادّعاها آل فلان وآل فلان ، لكنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل في كتابه تصديقا لنبيّه صلى الله عليه و آله : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»۲ .
فكان علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام ، فأدخلهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله تحت الكساء في بيت أُمّ سلمة ، ثمّ قال : اللّهمّ إنّ لكلّ نبي أهلاً وثقلاً، وهؤلاء أهل بيتي وثقلي ، فقالت أُمّ سلمة : ألست من أهلك ؟ قال : إنّك إلى خير، ولكن هؤلاء أهلي وثقلي ، فلمّا قُبض رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان عليّ أولى الناس بالناس؛ لكثرة ما بلغ فيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وإقامته للناس وأخذه بيده ، فلمّا مضى عليّ لم يكن يستطيع عليّ ولم يكن ليفعل أن يدخل محمّد بن علي ولا العبّاس بن علي، ولا واحدا من ولده ، إذاً لقال الحسن والحسين: إنّ اللّه تبارك وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك، فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك، وبلغ فينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله كما بلغ فيك، وأذهب عنّا الرجس كما أذهبه عنك، فلمّا مضى عليّ عليه السلام كان الحسن عليه السلام أولى به؛ لكبره ، فلمّا توفّي لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك واللّه عزّ وجلّ يقول : «وَأُوْلُواْ الأَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَـبِ اللَّهِ» ، فيجعلها في ولده، إذا لقال الحسين: أمر اللّه بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك، وبلغ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كما بلغ فيك وفي أبيك، وأذهب اللّه عنّي الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك.