وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِى أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» 1 .
روى الكليني في باب «إنّ الأئمّة عليهم السلام نور اللّه عزّ وجلّ»، تفسير النور في هذه الآية بسندٍ عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : «النور في هذا الموضع عليّ أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام » 2 .
وقد فسّر غير واحد من العامّة النور بالقرآن والإسلام 3 ، وذهب إلى ذلك الطوسي من الشيعة 4 .
أقول : إنّ القرآن نور ، وإنّ الإسلام نور ، ولكنّ عبارة الإمام واضحة بيّنة، إذ قال: «النور في هذا الموضع...» ؛ لأنّ دلالات القرآن تختلف من موضعٍ لآخر وإن اتّفقت ألفاظها، ولا يعلم ذلك إلّا اللّه والراسخون في العلم ، واعتقد أنّ الذي دفع المفسّرين بالاعتقاد أنّ النور معناه القرآن ، ففسّروا النور بالقرآن، بقرينة «أنزل»، والأولى أن يفسّر بعليّ وأولاده الطاهرين بقرينة «معه»، أي مع الرسول، إذ لو أُريد القرآن لقيل: «أُنزل إليه»، ولا يصحّ «أُنزل معه» .
وأمّا النزول، فلا يصحّ أن يُجعل قرينة لذاك دون هذا ؛ لأنّ النفوس القدسية والأرواح النورانية نزلت من عند اللّه تعالى إلى عالمنا هذا لهداية الخلق كالقرآن، فلا وجه لأن يجعل قرينة لأحدهما دون الآخر 5 .
3 ـ قال تعالى : «وَلِلَّهِ الأَْسْمَآءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا» 6 .
نقل الكليني في باب «النوادر»، بسندٍ متّصل عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ : «وَلِلَّهِ الأَْسْمَآءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا» ، قال : «نحن واللّه الأسماء الحسنى التي لا يقبل اللّه من العباد عملاً إلّا بمعرفتنا» 7 .
1.الأعراف : ۱۵۷.
2.أُصول الكافي : ج ۱ ص ۱۹۴.
3.انظر : جامع البيان : ج ۱ ص ۱۹۴ ؛ تفسير السمعاني : ج ۲ ص ۲۲۲.
4.انظر : التبيان : ج ۴ ص ۵۶۰ .
5.شرح أُصول الكافي : ج ۵ ص ۱۷۸.
6.الأعراف : ۱۸۰.
7.أُصول الكافي : ج ۱ ص ۱۴۴.