الأثر التفسيري في روايات «الكافي»، كتاب الزكاة أُنموذجا - صفحه 407

الأثر التفسيري في روايات «الكافي»، كتاب الزكاة أُنموذجا

عدي جواد الحجّار

المقدّمة

الحمد للّه ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين ، وعلى آله الطيّبين الطاهرين ، وعلى صحبه المنتجبين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .
لا شكّ أنّ القرآن الكريم هو الكتاب المقدّس الذي أنزله اللّه تعالى على خاتم المرسلين صلى الله عليه و آله هدايةً للناس فيما يتعلّق بالنشأتين ، فهو كتاب هداية وإرشاد ومنهج للحياة ، من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن جعله إمامه قاده إلى الجنّة ، ومن دعا إليه هُدي إلى صراطٍ مستقيم ، ومن اجتهد في تلاوته وفهم معانيه والعمل بأحكامه فقد فاز فوزا عظيما، فهو حبل اللّه المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا يشبع منه العلماء .
ولا جرم أنّ تفسير القرآن الكريم أشرف العلوم وأجلّها قدراً ، حيث إنّ موضوعه كلام اللّه المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد . ولذا فإنّ خير الجهود ما صُرفت في تفسير القرآن الكريم وبيان أحكامه وذكر عجائبه ، وكشف ما ضمّ من أسرار .
ولقد كان النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله المفسّر الأوّل للقرآن الكريم ، كما عهد إليه اللّه سبحانه

صفحه از 433