الأثر التفسيري في روايات «الكافي»، كتاب الزكاة أُنموذجا - صفحه 415

6 ـ الذي لا ينمي له مال .
7 ـ الذي لا يكاد يكسب ۱ .
فالمحروم في اللغة الممنوع ، والحرمان عدم الظفر بالمطلوب عند السؤال، يقال سأله فحرمه ۲ ، فالمحروم في الآية منع خاصّ ، فسّروه بأنّه المحارف ۳ ، ولكن ما هو المقصود بالمحارف ؟
فالمحارف بالفتح ، أصله من «حرف»، و «الحاء والراء والفاء ثلاثة أُصول حدّ الشيء والعدول وتقدير الشيء» ۴ :
1 ـ فأمّا الحدّ فحرف كلّ شيء حدّه، كالسيف وغيره ، ومنه الحرف وهو الوجه .
2 ـ الانحراف عن الشيء .
3 ـ حديدة يقدّر بها الجراحات عند العلاج .
وزعم ناس أنّ المحارف من هذا الأصل الثالث، كأنّه قدّر عليه رزقه كما تقدّر الجراحة بالمحراف ۵ .
ولعلّ أُصول هذه المادّة كلّها تدلّ على المعنى المراد في الآية ، فإنّ المحروم من حُدّد رزقه ، وعُدِل به عن المتعارف فمال عن خطّ الرزق ، وقدر عليه ، ويجمعها تفسير الإمامين عليهماالسلام بأنّه الذي قد حرم كدّ يده في الشراء والبيع ، وليس بعقله بأس، ولم يُبسط له في الرزق .
وكأنّ هذا تعريف للمحروم الذي هو المحارف ، بمعنى أنّ ميل خطّ الرزق ليس

1.البحر المحيط للأُندلسي : ج ۸ ص ۱۳۵.

2.انظر : الفروق اللغوية للعسكري : ص ۱۸۴ ؛ لسان العرب لابن منظور : ج ۱۲ ص ۱۲۲.

3.انظر : تفسير مجاهد : ج ۲ ص ۶۱۸ ؛ تفسير القرآن للصنعاني : ج ۳ ص ۲۴۴ ؛ جامع البيان للطبري : ج ۲۹ ص ۱۰۰.

4.معجم مقاييس اللغة لابن فارس : ج ۲ ص ۴۳.

5.انظر : المصدر السابق : ص ۴۳.

صفحه از 433