الأثر التفسيري في روايات «الكافي»، كتاب الزكاة أُنموذجا - صفحه 417

يمكن اندراجها تحت دلالة الماعون ۱ . فكان ما ذكروه كالمصاديق والأفراد لما رواه الكليني عن أبي عبد اللّه الصادق صلوات اللّه عليه .
وممّا لا يُنكر أنّ أهل اللغة الذين يرجع إليهم المفسّرون في كثير من الموارد التي تفتقر إلى معرفة الدلالة اللغوية ، يلتمسون تلك المعاني من أقوال النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله ، ومن كلام العرب العرباء ، وطالما أنّ الأئمّة عليهم السلام هم أبناء النبيّ صلى الله عليه و آله نسبا ولسانا ودينا ، بل هم نفسه ، فاتّباعهم في هذا الشأن شامل لمن قال بإمامتهم ومن لم يقل بها ، إذ هي مسألة معرفية تقتضي الموضوعية فيها الرجوع لما يطمئنّ بأنّه مقارب للحقيقة إن لم يكن يحكيها ، ولكن قد تذهب المرتكزات العقائدية بالمفسّر وغيره إلى خلاف ما يقرّه هو من القواعد .
فالماعون في اللغة : من المعونة أو اليسير ، ويقال للماء والمال ماعون أيضا ۲ .
وقد ذكر المفسّرون له عدّة معان ، أوصلها القرطبي إلى اثني عشر معنى ۳ ، لا تخرج في مجملها عن مفاد روايتي الكليني ، فبالجمع بين التفسير في الروايتين ، يندرج تحت المراد من الماعون أربع دلالات :
1 ـ الماعون : المعروف يصطنعه أو يصنعه .
2 ـ الماعون : إعارة متاع البيت أو مطلق المتاع .
3 ـ الماعون : الحقّ المالي .
4 ـ الماعون : القرض .

1.انظر : تفسير مجاهد : ج ۲ ص ۷۸۸ ؛ تفسير مقاتل : ج ۳ ص ۵۲۷ ؛ جامع البيان : ج ۳۰ ص ۴۰۵ ـ ۴۱۳ ؛ تفسير السمرقندي : ج ۳ ص ۶۰۰ ؛ تفسير ابن زمنين : ج ۵ ص ۱۶۶ ؛ تفسير الثعلبي : ج ۱۰ ص ۳۰۵ ؛ تفسير القرطبي : ج ۲۰ ص ۲۱۳ ـ ۲۱۵ ؛ التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي : ج ۴ ص ۲۲۰ ؛ البرهان للزركشي : ج ۲ ص ۱۵۱ ؛ تفسير الثعالبي : ج ۵ ص ۶۳۱.

2.انظر : الصحاح للجوهري : ج ۶ ص ۲۲۰۴ ـ ۲۲۰۵ ؛ معجم مقاييس اللغة : ج ۵ ص ۳۳۵ ؛ لسان العرب : ج ۱۳ ص ۴۱۰.

3.انظر : تفسير القرطبي : ج ۲۰ ص ۲۱۳ ـ ۲۱۵.

صفحه از 433