الأثر التفسيري في روايات «الكافي»، كتاب الزكاة أُنموذجا - صفحه 423

من كتاب اللّه تعالى: «سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَـمَةِ»۱ .
وأشار البيهقي إلى هذا التفسير في كتاب الزكاة بعد أن ذكر قوله تعالى : «وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ»۲ ، وقوله تعالى : «سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَـمَةِ»۳ ، قائلاً : «فأبان اللّه في هاتين الآيتين فرض الزكاة؛ لأنّه إنّما عاقب على منع ما أوجب» ۴ ، وأردفه بما يؤيّده من الأحاديث التي وردت عن النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله .
فهذا التفسير الذي جاء في رواية الكليني عن المعصوم عليه السلام ، مال إليه كثير من المفسّرين مؤيَّدا بما رووه عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله ، كما يرشد إلى ذلك ما جاء من سبب نزول الآية ، قال الطبرسي : «والآية نزلت في مانعي الزكاة ، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام ، وهو قول ابن مسعود وابن عبّاس والسدّي والشعبي وغيرهم» ۵ .
وتفسير المعصوم وإن جاء على وفق تفسير غيره ، فالمتبّع ما ورد عن المعصوم، ففيه إصابة المراد بالخطاب ، والأجر على الاتّباع ، فلا بد للمشتغل بالتفسير من تتبّع ما تناثر من تفسير المعصومين في مثل كتاب الكافي ، فإنّ فيها من التفسير ما لا يمكن التغاضي عنه ، فإنّ الأئمّة المعصومين عليهم السلام شجرة العلم ، وأهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله ، وفي دارهم مهبط جبرئيل ، وهم خزّان علم اللّه ، ومعادن وحي اللّه ، من تبعهم نجا ، ومن تخلّف عنهم هلك ۶ ، فقد حباهم اللّه تعالى بعلم جدّهم النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وفهمه؛ ليقوموا مقامه من بعده ۷ .

1.آل عمران : ۱۸۰.

2.تفسير الثعلبي : ج ۳ ص ۲۲۰ ، وتخريج الحديث كما مرّ.

3.التوبة : ۳۴.

4.معرفة السنن والآثار للبيهقي : ج ۳ ص ۲۱۱.

5.مجمع البيان : ج ۲ ص ۴۵۸.

6.مضمون ما ورد عنهم عليهم السلام ، انظر : الأمالي للشيخ الصدوق : ص ۳۸۳.

7.كفاية الأثر للخزّاز القمّي : ص ۱۳۷.

صفحه از 433