صيانة القرآن، بين الخفاء و الجلاء - صفحه 297

«صيانة القرآن» بين الخفاء والجلاء

حيدر المسجدي

المقدّمة

أورد الشيخ الكليني قدس سره في كتابه «الكافي» طائفة من الروايات ادُّعي دلالتها على وقوع التحريف في الكتاب العزيز الذي هو آخر الكتب السماوية وأشرفها . وقبل نقلها والتعرّض لمعناها نطرح السؤال التالي :
المتتبّع للنصوص يرى أنّ القرآن الكريم يحظى بمنزلة رفيعة عند المسلمين ، وخصوصاً عند أهل البيت عليهم السلام ، وفي قبال ذلك يجد بعض الروايات الدالّة ـ بحسب النظرة الاُولى إليها ـ على تحريف الكتاب العزيز ، والسؤال هنا هو : هل إنّ هذه الروايات دالّة على وقوع التحريف أم لا ؟ وهل هي صحيحة أم لا ؟
وهذا البحث الذي بين يديك ، محاولة للإجابة عن هذا السؤال ، وقد جعلناه على عدّة فصول :

أوّلاً : المقدّمات

1 ـ أهمّيّة القرآن

القرآن الكريم أهمّ كتاب إلهيّ نزل من السماء على خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد صلى الله عليه و آله ؛ ليكون معجزة لدينه الذي هو خاتم الأديان ، فكان كتاباً خالداً وسراجاً منيراً يُهتدى به في الظلمات ، وقد جعله رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله قرين عترته الطاهرة لمن رام

صفحه از 366