صيانة القرآن، بين الخفاء و الجلاء - صفحه 302

المعنى هو الذي وقع فيه الخلاف فأثبته قوم ونفاه آخرون ۱ .

3 ـ أساس شبهة التحريف

لا ريب أنّ ظهور اللفظ أو التركيب الوارد في الحديث في معنىً معين حجّة في ذلك المعنى ، إنّما المهمّ هو تعيين النقطة التالية : أيّ ظهور للحديث هذا الذي يعتبر حجّة ، هل هو ظهوره في معنى معيّن في زماننا الحاضر ، أم ظهوره في معنى معيّن في زمان صدوره ؟
وبعبارة أوضح : اللغة ظاهرة اجتماعية تتغيّر شيئاً فشيئاً حتّى أنّ لكلّ فترة أدب خاصّ ، فإذا كان المفهوم من هذا اللفظ أو التركيب معنىً معيّناً في زمان صدوره ، وتغيّر مدلوله شيئاً فشيئاً حتّى صار معناه شيئاً آخر ، فإذا أردنا فهم هذا الحديث ، فأيّ هذين المعنيين هو الحجّة علينا شرعاً ، وأيّهما هو مراد النبي صلى الله عليه و آله أو الإمام عليه السلام ؟
لا شكّ ولا ريب أنّ المعنى الصحيح للحديث هو ما كان ظاهراً منه وفقا للقرائن المختلفة الحافّة به في عصر صدوره ، من ثقافة ذلك المجتمع ، وأساليب التعبير المستعملة في تلك الفترة ، وكلّ ما له دخل في تحقيق وتشكيل المعنى .
وهذه النقطة من النقاط الأساسيّة في البحث ، إذ إنّ أساس شبهة التحريف هو الخلط في هذه النقطة ، وتصوّر أنّ المعنى الظاهر من الكلام ـ والذي هو حجّة ـ هو المعنى الظاهر منه في عصرنا الحاضر .

4 ـ الأُمور التي ينبغي أخذها بنظر الاعتبار في فهم الحديث

قبل الدخول في البحث من الضروري التنبيه على أنّ فهم نصوص الكتاب العزيز والحديث الشريف فهماً صحيحاً يتوقّف على مراعاة جملة أُمور ، نشير إلى أهمّها بشكل مقتضب وبقدر الضرورة :

1.البيان في تفسير القرآن : ص ۱۹۸ ـ ۲۰۰ (ملخّصاً) .

صفحه از 366