صيانة القرآن، بين الخفاء و الجلاء - صفحه 311

الوضّاعين والمشهورين بالوضع ، أو عن طريق وجود قرائن أُخرى تساعد عليه .

2 ـ أن يكون المقصود منها إثبات تحريف القرآن بحذف بعض ألفاظه

هذا الاحتمال أهمّ الاحتمالات ، ولأجله عقدنا هذا البحث ، بل لعلّه المتعيّن من بين الاحتمالات لأوّل وهلة ؛ فالذي يراجع الروايات المذكورة يجد في بعضها التعابير التالية :
ـ «هكَذا نَزَلَت»۱.ـ «هكَذا و اللّهِ نَزَلَت عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله »۲.ـ «هكَذا وَ اللّهِ نَزَلَ بِها جَبرَئِيلُ عليه السلام عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله »۳.ـ «هُوَ قَولُ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِي نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ عليه السلام عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله »۴.
ولعلّ هذه التعابير ونحوها هي المنشأ لتصوّر إرادة التحريف من هذه الروايات ، من دون ملاحظة ملابساتها والقرائن التي يمكن أن تؤثّر في فهمها .
وقد تقدّم أنّ الأساس الذي يعتمد عليه القول بالتحريف هو الاشتباه في هذه النقطة ، وتصوّر أنّ المعنى المتبادر من هذه الروايات هذا اليوم ، والذي لا يؤخذ فيه بنظر الاعتبار القرائن المحيطة بالكلام حين صدوره . وتقدّم أنّ المنهج الصحيح في فهم الروايات هو فهمها من خلال الأخذ بنظر الاعتبار القرائن المحيطة بها . فالاعتماد على ما يُفهم منها في عصرنا الحاضر مع قطع النظر عن القرائن المذكورة ليس صحيحاً .
أمّا ما يمكن أن ينفي هذا الاحتمال فهو :

1.المصدر السابق : ص ۴۱۴ ح ۸ و ص ۴۲۴ ح ۶۰ .

2.المصدر السابق : ص ۴۱۶ ح ۲۳ .

3.المصدر السابق : ص ۴۲۲ ح ۴۷ .

4.المصدر السابق : ص ۴۲۰ ح ۴۳ .

صفحه از 366