صيانة القرآن، بين الخفاء و الجلاء - صفحه 327

هـ . الروايات المشابهة للروايات المبحوث عنها

من الأُمور التي يجب أخذها بنظر الاعتبار في فهم الروايات هو أنّ الفهم الصحيح للأخبار هو الفهم الذي يكون نابعاً من مجموع الروايات الواردة في الباب ، لا أن يكون النظر منحصراً فيها وبمعزل عن غيرها من الروايات ، وذلك أنّ بعض الروايات يبيّن ويفسّر البعض الآخر ، وهذا ما يسمّى بـ«الاُسرة الحديثية» .
وإذا لاحظنا الروايات الأُخرى وجدناها تؤيّد ما فهمه الكليني قدس سره ؛ من عدم دلالة الروايات المذكورة على التحريف ، فبعض الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام تفيد نفس المضمون الوارد في هذه الروايات من دون إيهامها للتحريف ، نظير الرواية التالية التي رواها الشيخ الكليني قدس سره عن الإمام الباقر عليه السلام ، وإليك نصّها :
عِدَّةٌ مِنْ أَصْحابِنا عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ عَن عَلِيِّ بْنِ الحَكَمِ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ صالِحٍ عَن جابِرٍ عَن أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : «وَ لَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَى ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِىَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا» 1 قالَ عَهِدْنا إِلَيْهِ فِي مُحَمَّدٍ وَ الأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ فَتَرَكَ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَزْمٌ أَنَّهُمْ هَكَذا وَ إِنَّما سُمِّيَ أُولُو العَزْمِ أُوْلِي العَزْمِ لأَنَّهُ عَهِدَ إِلَيْهِمْ فِي مُحَمَّدٍ والأَوْصِياءِ مِنْ بَعْدِهِ وَ المَهْدِيِّ وَ سِيرَتِهِ وَ أَجْمَعَ عَزْمُهُمْ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ وَ الإِقْرارِ بِهِ . 2
حيث إنّها صريحة في أنّ المراد من المعنى المذكور فيها هو التفسير لا التحريف ، وهذا المعنى شبيه بالمعنى المذكور في الرواية التالية التي رواها الشيخ الكليني وادّعي دلالتها على التحريف :
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى القُمِّيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ «وَ لَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَى ءَادَمَ مِن قَبْلُ» كَلِمَاتٍ فِي مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ

1.طه : ۱۱۵ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۴۱۶ ح ۲۲ .

صفحه از 366