صيانة القرآن، بين الخفاء و الجلاء - صفحه 333

الظاهرة :
محمّد بن العبّاس عن عليّ بن عبد اللّه بن أسد عن إبراهيم الثقفيّ عن عليِّ بن هلال عن الحسن بن وهب بن عليّ بن بحيرة عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عزّوجلّ : «فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَا كُفُورًا» قال : «نَزَلَت في وَلايَةِ عَلِيِّ عليه السلام » . 1
وأمّا الروايات الواردة في الطائفة الرابعة فهي في اختلاف القراءات ، وأنّ قراءة أهل البيت عليهم السلام تختلف عن القراءة المعروفة عن عاصم ، وهو ممّا لا حزازة فيه ؛ فإنّ اختلاف القراءات ثابت كما سبقت الإشارة إليه ، فكما تختلف قراءة عاصم عن غيره من القرّاء في موارد كثيرة ، كذلك تختلف قراءة أهل البيت عليهم السلام عن قراءة غيرهم ، ومع ذلك فإن الإمام الصادق عليه السلام يؤيّد ما قرأه بالدليل والاعتبار ، وأنّ الكتاب لا ينطِق بل يُنطق .

و . اختلاف لحن وأُسلوب أهل البيت عليهم السلام عن لحن وأُسلوب القرآن الكريم

لا ريب أنّ كلام النبيّ صلى الله عليه و آله وأهل البيت عليهم السلام لا يدانيه كلام في الفصاحة والبلاغة ، لكنّه مع ذلك لا يداني أُسلوب القرآن الكريم ، فالقرآن الكريم له لحن ووقع خاصّ في النفس ، ولا يشبهه شيء من كلام الآدميّين في هذه الجهة ، كما لا يخفى على من له ذوق عربيّ سليم .
فما قيل من دلالة الروايات المذكورة على التحريف غير سديد ؛ فإنّ الألفاظ الواردة بين ألفاظ الآي الكريم لا تشابهها من ناحية اللحن والوقع النفسي كما هو واضح لمن راجع هذه الروايات .

ز . تضمين الكلام بالآيات الكريمة

ممّا يلاحظ في سيرة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام أنّهم كانوا يضمّنون كلامهم بالآيات الكريمة ، وهذا ما نجد له شواهد كثيرة في حياة أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم ،

1.المصدر السابق : ج ۲۳ ص ۳۸۰ ح ۷۰ .

صفحه از 366