صيانة القرآن، بين الخفاء و الجلاء - صفحه 334

وهذا الطراز من الكلام له آثار عديدة ، منها :
1 ـ إبراز أهميّة القرآن والاهتمام به .
2 ـ ربط المسلمين بالقرآن في حياتهم الفرديّة والاجتماعيّة ، بل في المحاورات العرفيّة .
3 ـ بيان صحّة الكلام المذكور من خلال صلته بالقرآن واستناده إليه ، وأنّه ليس عارياً عن الأساس .
فإذا أخذنا بنظر الاعتبار هذا الأمر فإنّ جملة من الروايات سيتّضح المراد منها وبه تعرف الجواب عنها . ومن نماذج ذلك ما رواه الشيخ الكليني قدس سره :
أَحْمَدُ بْنُ مِهْرانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي الحَكَمِ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْراهِيمَ الجَعْفَرِيُّ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ قَالَ: لَمَّا أَوْصَى أَبُو إِبْراهِيمَ عليه السلام أَشْهَدَ إِبْراهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الجَعْفَرِيَّ وَ... أَشْهَدَهُمْ أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ وَأَنَّ البَعْثَ بَعْدَ المَوْتِ حَقٌّ... وَ لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَكْشِفَ وَصِيَّتِي وَلا يَنْشُرَهَا وَ هُوَ مِنْهَا عَلَى غَيْرِ مَا ذَكَرْتُ وَسَمَّيْتُ ، فَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهِ وَمَنْ أَحْسَنَ فَلِنَفْسِهِ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَامٍ لِلْعَبِيدِ 1 وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ... . 2
وفي نهج البلاغة :
فَاتَّعِظُوا عِبَادَ اللَّهِ بِالْعِبَرِ النَّوافِعِ ، واعْتَبِرُوا بِالآيِ السَّواطِعِ ، وازْدَجِرُوا بِالنُّذُرِ البَوالِغِ ، وانْتَفِعُوا بِالذِّكْرِ والمَواعِظِ ، فَكَأَنْ قَدْ عَلِقَتْكُمْ مَخَالِبُ المَنِيَّةِ ، وانْقَطَعَتْ مِنْكُمْ عَلائِقُ الأُمْنِيَّةِ ، وَدَهِمَتْكُمْ مُفْظِعَاتُ الأُمُورِ ، والسِّيَاقَةُ إِلَى الوِرْدُ المَوْرُودُ ، فَكُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ 3 سَائِقٌ يَسُوقُهَا إِلَى مَحْشَرِهَا وَ شَاهِدٌ يَشْهَدُ عَلَيْهَا

1.تضمين لقوله تعالى : «مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلّامٍ لِلْعَبِيدِ» (فصلت : ۴۶) .

2.الكافي : ج ۱ ص ۳۱۶ ح ۱۵.

3.تضمين لقوله تعالى : «وَجاءَت كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ» (ق: ۲۱) .

صفحه از 366