تفسّر المقصود من الألفاظ والعناوين المحوريّة والمتكرّرة الواردة فيها ، وهي «النزول» و «التأويل» ، وإليك فيما يلي استعراض مختصر لبعض ما ورد في هذين اللفظين لغةً وحديثاً :
التأويل لغة :
قال الراغب الإصفهاني :
التأويل من الأوْل ؛ أي الرجوع إلى الأصل ، ومنه : الموئل ؛ للموضع الذي يُرجَعُ إليه ، وذلك هو ردّ الشيء إلى الغاية المرادة منه ، علماً كان أو فعلاً ، ففي العلم نحو : «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَا اللَّهُ وَالرَّ سِخُونَ فِى الْعِلْمِ»۱ وفي الفعل كقول الشاعر:
وللنوى قبل يوم البين تأويل
وقوله تعالى : «هَلْ يَنظُرُونَ إِلَا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِى تَأْوِيلُهُ»۲ أي بيانه الذي هو غايته المقصودة منه . وقوله تعالى : «ذَ لِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً»۳ قيل : أحسن معنى وترجمة . وقيل : أحسن ثواباً في الآخرة . ۴
وقال الخليل الفراهيدي :
التأوّل والتأويل : تفسير الكلام الذي تختلف معانيه ، ولا يصحّ إلّا ببيان غير لفظه . ۵
وقال ابن الأثير :
في حديث ابن عبّاس رضى الله عنه : «اللهم فقّهه في الدين ، وعلّمه التأويل» : هو من آلَ الشيء يؤولُ إلى كذا ؛ أي رجع وصار إليه ، والمراد بالتأويل : نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي إلى ما يحتاج إلى دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ . ۶
1.آل عمران : ۷ .
2.الأعراف : ۵۳ .
3.النساء : ۵۹ .
4.مفردات غريب القرآن للراغب الإصفهاني : ص ۳۱ (أول) .
5.كتاب العين : ج ۸ ص ۳۶۹ (أول) .
6.النهاية في غريب الحديث : ج ۱ ص ۸۱ (أول) .