صيانة القرآن، بين الخفاء و الجلاء - صفحه 341

وَالرَّ سِخُونَ فِى الْعِلْمِ» 1 نَحنُ نَعلَمُهُ 2 .
فاستُعمل التأويل أوّلاً بمعنى البطن ، ثمّ بمعنى المصداق للآية ، أو فقل : ما تنطبق عليه الآية ، وهذا المعنى يرجع إلى المعنى الأوّل (بطن من بطون الآية) . فيكون معنى الرواية : «كلّما جاء مصداق للآية فإنّ الإمام يعلمه» .
وكذا الرواية التالية :
حَدَثَّنا أحمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ عَنِ البَرقِيِّ عَنِ المرزَبانِ بنِ عِمرانَ عَن إسحاقَ بنِ عَمّارٍ ، قالَ : سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام يَقولُ : إنَّ لِلقُرآنِ تَأويلاً ، فَمِنهُ ما قَد جاءَ ، ومِنهُ ما لَم يَجِئ ، فَإِذا وَقَعَ التَّأويلُ في زَمانِ إمامٍ مِنَ الأَئِمَّةِ عَرَفَهُ إمامُ ذلِكَ الزَّمانِ» 3 .
وأمّا هذه الرواية :
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَينِ عَن مُحَمَّدِ بنِ أسلَمَ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن أبانٍ عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، قالَ : كُنتُ إذا سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أجابَني ، وإن فَنِيَت مَسائِلِي ابتَدَأَني ، فَما نَزَلَت عَلَيهِ آيَةٌ في لَيلٍ ولا نَهارٍ ، ولا سَماءٍ ولا أرضٍ ، ولا دُنيا ولا آخِرَةٍ ، ولا جَنَّةٍ ولا نارٍ ، ولا سَهلٍ ولا جَبَلٍ ، ولا ضِياءٍ ولا ظُلمَةٍ ، إلّا أقرَأَنيها ، وأملاها عَلَيَّ ، وكَتَبتُها بِيَدي ، وعَلَّمَني تَأويلَها ، وتَفسيرَها ، ومُحكَمَها ، ومُتَشابهَها ، وخاصَّها ، وعامَّها ، وكَيفَ نَزَلَت ، وأينَ نَزَلَت ، وفيمَن أُنزِلَت إلى يَومِ القِيامَةِ ، دَعَا اللّهُ لي أن يُعطِيَنى فَهماً وحِفظاً ، فَما نَسيتُ آيَةً مِن كِتابِ اللّهِ ، ولا عَلى مَن أُنزِلَت إلّا أملاهُ عَلَيَّ . 4
فهي صريحة في أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان يعلّم أمير المؤمنين عليه السلام كلّ آية تنزل عليه ، ويعلّمه تأويلها وتفسيرها وجميع شؤونها ، وكان أمير المؤمنين عليه السلام يكتب ما يمليه عليه رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

1.آل عمران : ۷ .

2.بصائر الدرجات : ص ۲۱۶ ح ۷ .

3.المصدر السابق : ص ۲۱۵ ح ۵ .

4.المصدر السابق : ص ۲۱۸ ح ۳ .

صفحه از 366