موقف الكليني من القول بتحريف القرآن في كتاب « الكافي» - صفحه 273

موقف الكليني من القول بتحريف القرآن في كتاب « الكافي»

د . مديحة خضير كاظم ۱

المقدّمة

لم يسعَ هذا البحث ضمن أولوياته إلى إثبات سلامة القرآن الكريم من عامل التحريف ؛ ذلك بأنّ هذا الأمر تعهّده أصحابه من علماء الشيعة ۲ ، فتارةً أفردوا لهذا الموضوع أبوابا من مصنّفاتهم في علوم القرآن ، وتارةً أُخرى ألّفوا فيه المصنّفات المتخصّصة ، فبسطوا القول فيه وبحثوا وحقّقوا ، وخرجوا بنتيجة لا تقوم على تبرئة ساحة الشيعة من التهم الملصقة بهم زورا بالقول بتحريف القرآن فحسب ؛ بل سعوا إلى تنزيه القرآن الكريم نفسه والقطع بأنّه أنزه وأكبر إعجازا من أن يتطرّق إليه التحريف ؛ لأنّه الثقل الأكبر الذي خلّفه رسول اللّه فينا مَن تمسّك به لن يضلّ أبدا .

1.كلّية الآداب جامعة الكوفة .

2.مِن هؤلاء الأعلام مَن صنّف كتابا في إثبات عدم تحريف القرآن الكريم : معرب الطهراني في كشف الارتياب في عدم تحريف كتاب ربّ الأرباب، والسيّد محمّد الحسيني الشهرستاني في حفظ الكتاب الشريف على شبهة القول بالتحريف، والميرزا مهدي البروجردي في البرهان على عدم تحريف القرآن ، ولعلّ أشمل هذه الكتب كتاب الأُستاذ محمّد هادي معرفة صيانة القرآن عن التحريف ، وكتاب الدكتور فتح اللّه المحمّدي سلامة القرآن من التحريف ، وهناك مَن أفرد لدرس وردّ شبهة التحريف مبحثا في كتابه كالسيّد الخوئي في كتاب البيان في تفسير القرآن ، والإمام الخميني في تهذيب الأُصول وأنوار الهداية ، والشيخ محمّد جواد البلاغي في مقدّمة تفسير آلاء الرحمن ، والدكتور محمّد حسين الصغير في كتابه تاريخ القرآن ، وغيرهم .

صفحه از 296