موقف الكليني من القول بتحريف القرآن في كتاب « الكافي» - صفحه 281

الكليني في الكافي عن سالم بن سلمة أنّه قال :
قرأ رجل على أبي عبد اللّه عليه السلام وأنا استمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس ؛ فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : كفّ عن هذه القراءة ، اقرأ كما يقرأ الناس حتّى يقوم القائم عليه السلام . وقال : فإذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب اللّه عز و جل على حدّه ، وأخرج المصحف الذي كتبه عليّ عليه السلام . وقال : أخرجه علي عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه ، فقال لهم : هذا كتاب اللّه عز و جلكما أنزله اللّه على محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ، قد جمعته من اللوحين ، فقال : هو ذا عندنا مصحف جامع لا حاجة لنا فيه ، فقال : أما واللّه ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا ، إنّما كان عليَّ أن أُخبركم حين جمعته لتقرؤوه۱
.

وروي أيضا عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال :
ما ادّعى أحد من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما أُنزل إلّا كذّاب ، وما جمعه وحفظه كما أنزله اللّه تعالى إلّا عليّ بن أبي طالب عليه السلام والأئمّة من بعده عليهم السلام۲. وقال عليه السلام : ما يستطيع أحد أن يدّعي أنّ عنده جميع القرآن ظاهره وباطنه غير الأوصياء۳.
إنّ القراءة الفاحصة في هذه النصوص الثلاثة توقفنا على أُمور ، منها :
1 ـ قوله في النصّ الأوّل : « قرأ رجل على أبي عبد اللّه حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس » ، وقول الإمام علي : « إنّما كان عليَّ أَن أُخبركم حين جمعته لتقرؤوه » .
2 ـ قول الإمام : « ما ادّعى أحد من الناس جمع القرآن كلّه كما أُنزل » ، وقوله : « وما جمعه وحفظه كما أنزله اللّه تعالى إلّا عليّ » .
3 ـ قوله : « جميع القرآن ظاهره وباطنه » .
إنّ النظرة السطحية الظاهرية لهذه النصوص تُوصل إلى فكرة مفادها أنّ مصحف الإمام عليّ عليه السلام يختلف في جوهره وشكله عن نصوص الآيات القرآنية الموجودة في القرآن الكريم ، ولكنّ القراءة الدلالية الواعية للنصّين توقفنا على وجود اختلاف بين

1.المصدر السابق : ص ۶۳۳ .

2.المصدر السابق : ج ۱ ص ۲۲۸ .

3.المصدر السابق.

صفحه از 296