موقف الكليني من القول بتحريف القرآن في كتاب « الكافي» - صفحه 285

الآخر ۱ . وقد وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم وأُريد بها التغيير بالمعنى ، حيث قال سبحانه : «مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ»۲ ، وقال أيضا : «وَمِنَ الَّذِينَ هَادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ ءَاخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ»۳ .
أمّا معنى التحريف في الاصطلاح ، فقد ذهب بعض الدارسين إلى أنّه يحمل سبعة أوجه ، ۴ وإذا أخذنا المعنى العامّ للتحريف ، نجده لا يخرج عن أحد أمرين :
تحريف لفظي : ويشمل تغيير مفردات النصّ القرآني من زيادةٍ أو نقصان أو تبديل ، وهو المعنى المتنازع فيه .
تحريف معنوي : وهو تفسير الآيات وتأويلها على غير الوجه الذي وردت فيه من شأن نزولها ، والمعنى المراد منها .
أمّا الروايات التي رواها الكليني في الكافي واستدلّوا بها على وقوع التحريف في القرآن الكريم وكانت مدعاة اتّهامه باعتقاد التحريف باختلاف أقسامها ، فلا تدلّ على معنى التحريف بالمعنى المتنازع فيه ، بل إنّها تنحصر في أحد أُمور : فهي إمّا أن تكون من قبيل التفسير والتأويل ، أو بيان تخصيص مصاديق لآية وردت بلفظٍ عامّ ، أو من قبيل اختلاف القراءات . وهذا كلّه يصبّ في المعنى الثاني من التحريف ، وهو التحريف المعنوي .
وسنورد بعضا من هذه الروايات على نحوٍ مختصر وما يتواءم مع هدف البحث ؛ ذلك بأنّ الباحثين قد أسهبوا في ذكرها وتحليلها والوصول إلى هذه النتيجة التي ذكرنا ۵ .

1.انظر لسان العرب لابن منظور : مادّة « حرف » .

2.النساء : ۴۶ .

3.المائدة : ۴۱ .

4.انظر صيانة القرآن من التحريف : ص ۱۶ ـ ۲۰ .

5.المصدر السابق : ص ۲۵۹ .

صفحه از 296