موقف الكليني من القول بتحريف القرآن في كتاب « الكافي» - صفحه 288

مصداقها المنطبق عليه الآية بعمومها ( تخصيص عامّ ) ، « وقد كان من عادة السلف أن يجعلوا من الشرح مزجا مع الأصل تبيينا وتوضيحا لمواضع الإبهام من غير أن يلتبس الأمر ، اللهم إلّا على أولئك الذين غشيهم غطاء التعامي » ۱ .
فمن هذه الروايات ما رفعه الكليني بإسناد إلى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قرأ : «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ»۲ ، عقّبها بقوله : « بظلمه وسوء سريرته » ۳ ، وفي قوله هذا بيان لكيفية الإهلاك ، فالفعلان « يهلك » و« يفسد » مطلقان من حيث حذف الكيفية ، بحيث يذهب ذهن المتلقّي إلى شتّى أنواع الإفساد والإهلاك ، ولكن جاء نصّ الإمام مفسّرا للمعنى المبتغى من هذه الآية ومقيّدا إيّاه تقييدا .
ومنها : ما ورد بزيادة لفظة « عليّ » ، وهذه الروايات وردت في بيان مصاديق الآية ؛ لورود تلك الآيات عامّة من حيث اللفظ .
وقد ختمت هذه الروايات بقول الإمام : « هكذا نزلت » ، و « هذا تنزيلها » ، و « هذا تأويلها » ، أو لفظة « يعني » .
ولعلّ الذي أوهم الواهمين بأنّ هذه التفسيرات والتوضيحات من النصّ القرآني هو ورودها في درج الآية ، فالإمام يتلو الآية ، ثمّ يقف على المعنى المبهم ليفسّره ، ثمّ يكمل تلاوة الآية . وكذلك كونها دوّنت بهذا الشكل ، لا يعني أنّها من النصّ القرآني .
ومن ذلك الروايات التي تقول بإسقاط أسماء المعصومين من النصّ القرآني ۴ ، وهذا النوع هو أكثر الروايات ، وهو تفسير من دون أدنى شكّ . يقول المحدّث الكاشاني ـ الذي هو أحد المتّهمين للكليني بالقول بالتحريف والنقصان ـ :

1.المصدر السابق : ص ۲۴۰ .

2.البقرة : ۲۰۵ .

3.صيانة القرآن من التحريف : ج ۸ ص ۲۸۹ .

4.انظر: مثلاً المصدر السابق : ج ۱ ص ۴۳۷ و ج ۲ ص ۶۲۷ .

صفحه از 296