موقف الكليني من القول بتحريف القرآن في كتاب « الكافي» - صفحه 291

من أبواب كتاب « فضل القرآن » في كتاب الكافي 1 .
وهذه الأحاديث بجملتها تدلّ دلالة واضحة على أنّ القرآن الذي بين أيدينا هو القرآن المنزل بلفظه ، لم يحدث فيه تحريف ولا تبديل لفظا ، وإلّا لما لزم أن يحثّنا المعصومون على فضل القرآن وفضل من يقرأه ويلازم قراءته .
فضلاً عن القاعدة التي انتهجها الكليني متبعا سنّة المعصومين عليهم السلام ، وهي عرض الروايات المتعارضة على القرآن الكريم حين لا يوجد لها محمل صحيح ، فنأخذ بما وافق كتاب اللّه ونذر ما خالفه ، وهذا ما أوضحناه في موضع سابق ، لذا يكون الكليني ملتزم بقاعدة عرض الروايات المتعارضة على القرآن ، وعلى هذا تكون الروايات الدالّة على التحريف ـ إن وجدت ـ ساقطة عنده عن الحجّية 2 ، لذا لم يكن لزاما عليه أن يردّ ويقدح في كتابه هذا ؛ كونه كتاب رواية ، جمع روايات وأحاديث أهل البيت ، وليس كتابا في الدراية، فضلاً عن عدم وجود دليل على روايته نصوص تدلّ على معنى التحريف اللفظي للقرآن .
وكذلك وردت روايات صريحة عن أهل البيت عليهم السلام تأمر بقراءة هذا القرآن الذي بين أيدينا . منها : ما رواه الكليني بإسناده إلى سفيان بن السمط قال :
سألت الصادق عليه السلام عن تنزيل القرآن ؟ قال : اقرؤوا كما عُلمتم 3 .
ومن الروايات المعارضة للقول بوجود نقص في النصّ القرآني بإسقاط أسماء المعصومين عليهم السلام من القرآن ، ما رواه بإسناده عن أبي بصير :
سألت أبا عبد اللّه عن قوله تعالى : «أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ» 4 ، قال : نزلت في علي والحسن والحسين . قلت : إنّ الناس يقولون : فما باله

1.الكافي : ج ۲ ص ۵۹۶ .

2.انظر : المصدر السابق ص ۲۸۳ .

3.المصدر السابق : ج ۲ ص ۲۱۹ و ۶۳۱ و ۶۳۳ .

4.النساء : ۵۹ .

صفحه از 296