القرآن الكريم كما تصوّره روايات أُصول الكافي - صفحه 263

القرآن الكريم كما تصوّره روايات أُصول الكافي

الشيخ محمّد علي التسخيري ۱

تتكوّن الشخصية الإنسانية من منظومة عقدية وتركيبة نفسية عاطفية، تؤدّي عند تصاعدها إلى تكوين إرادة وعزم يحرّك السلوك الواعي المحقّق للهدف .
ويعمل الإسلام بمقتضى واقعيته وفطريته على الاهتمام بكلّ هذه الأبعاد؛ ليضمن انسجام الإنسان مع السيرة الّتي تحقّق له أهداف خلقته كما أرادها اللّه سبحانه لها .
وهذا هو ما نشهده في النصوص القرآنية الكريمة والسنّة النبويّة الشريفة ، يقول الإمام عليه السلام :
العقول أئمّة الأفكار، والأفكار أئمّة القلوب، والقلوب أئمّة الحواسّ، والحواسّ أئمّة الأعضاء۲.
ولمّا كانت الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام إنّما تعبّر عن القرآن والسنّة النبويّة أروع تعبير ـ كما يبدو من استعراضها أوّلاً ، ومن تأكيدهم بكلّ وضوح في أحاديثهم الثابتة عن ذلك ۳ ثانياً ـ فإنّنا نجدهم عليهم السلام يركّزون على تلك الأبعاد وصياغتها الصياغة المطلوبة . وقد اخترنا أن نركّز في مقالنا على كتاب الكافي؛ باعتباره من أقدم المصادر

1.الأمين العامّ للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.

2.بحار الأنوار : ج ۱ ص ۹۶ .

3.وسائل الشيعة : ج ۱۸ ص ۵۸ ؛ الكافي : ج ۱ ص ۵۳ .

صفحه از 272