نظرية المعرفة عند الإمامية مرويات «الكافي» مستندا - صفحه 251

بالوجود الإنساني من أفكار وسلوكيات ، وحاجيات وتحسينات .

المبحث الثالث : غاية المعرفة

في الحديث عن غاية المعرفة هناك مسالك واتّجاهات ، منها : الغاية الذاتية على مسلك المعرفة لأجل المعرفة ، الغاية المثالية ، الغاية التعدّدية الخالصة ، الغاية البرجماتية .
فما هي الغاية في فكر الشيعة الإمامية ؟
تهدف المعرفة في التصوّر الإسلامي (خطّ أهل البيت عليهم السلام ) إلى تحقيق نوعين من الغايات ، الغايات الوسائلية ، والغاية النهائية .
فالغايات الوسائلية هي :
1 ـ إنّ المعرفة إحدى أهمّ الخصائص التي تسهم في تكامل الإنسان ، وبذلك تحقّق أحد أهداف الشريعة (الوحي) الذي يهدف إلى أن يرتفع بالإنسان من المستويات الأدنى إلى مستوى التكامل .
يقول الإمام الكاظم عليه السلام :
يا هشام ، ما بعث اللّه أنبياءه ورسله إلى عباده إلّا ليعقلوا عن اللّه ، فأحسنهم استجابةً أحسنهم معرفةً ، وأكملهم عقلاً أرفعهم درجةً ۱ .
2 ـ إنّ الإسلام رسم العلاقة بين الإنسان المستخلف في الأرض وبين الطبيعة على أنّها علاقة تضامن وتكامل ، فاللّه تعالى سخّر الطبيعة وأوجد ممكناتها لصالح الإنسان ، وهو عزّ وجلّ زوّد الإنسان بقوّة العمل وبالمعرفة ، للتعامل من خلالهما مع الطبيعة لخلق مستلزمات الحياة الكريمة التي تؤدّى فيها عبادة اللّه أداءً ميسّرا .
فقد روى الصادق عن جدّه أمير المؤمنين عليهماالسلام :
إنّ التفكّر يدعو إلى البرّ والعمل به۲.

1.الكافي : ج ۱ ص ۸ .

2.المصدر السابق : ص ۱۰ .

صفحه از 261