إحداثيات الفكرالاثني عشري بين الكليني والصدوق دراسة فلسفيةكلامية - صفحه 224

والأخباريون، جماعة اعتمدوا على موارد حديثية موزّعة على مئات الكتب، استخلصها الكليني في الكافي وروضته، ۱ والصدوق (ت 381 ه ) في كتابه كتاب من لايحضره الفقيه، والشيخ أبو جعفر الطوسي (ت 460 ه ) في كتابيه، التهذيب والاستبصار، التي استغنى فيها عن التوثيق التفصيلي عن الرواة كافّة، منوّهاً بالمجروحين. ۲
إنّ منهج المحدّثين والأخباريّين، كما يقول الغريفي، يتمسّك بالأخبار المحفوفة بتلك القرائن ، ولأجله صحّح الكليني والصدوق حجّية الأخبار التي في كتابيهما (الكافي والفقيه) ، وإن كان فيها الضعاف بلحاظ السنّة قائلاً عن الكليني : ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهماالسلام . ۳
ونقل الفيض الكاشاني عن الصدوق قوله في مقدّمة الوافي :
بل قصدت إلى ، ايراد ما أفتي وأحكم بصحّته وأعتقد به أنّه حجّة فيما بيني و(بين) ربّي .
لذلك علّق عليه الفيض قائلاً :
فقد جرى صاحبا كتابي (الكافي والفقيه) على ما تعارف عليه المتقدّمون في إطلاق الصحيح، على ما يركن إليه ... فحكما بصحّة جميع ما أورداه في كتابيهما من الأحاديث، وإن لم يكن كثير منه صحيحاً على مصطلح المتأخّرين ۴ .
ولخّص لنا الأعلمي في موسوعته حقيقة الموقف المحافظ لمدرسة الأئمّة عليهم السلام ، حتّى عدّ أربعة آلاف رجل روى عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، كما وجده عند ابن عقدة في رجاله، وهناك من روى عن الإمام علي عليه السلام والحسن والحسين ، صعوداً إلى الحجّة (عج) ، حتّى تجمّع ما سمّي بالأُصول الأربعمئة من تلامذة نجباء ثقاة، كلّها

1.دروس في الفكر الإسلامي لعلي حسن الجابري : ص ۱۰۹.

2.دائرة المعارف الإسلامية الأعلمي : ج۳ ص ۶۸ ـ ۶۶.

3.قواعد الحديث لمحيي الدين الغريفي : ص ۱۹ نقلاً عن الكافي : ج ۷ ص ۱۱۵.

4.الوافي للفيض الكاشاني ج ۱ ص ۱۱، كما أورده، الغريفي في المصدر السابق : ص ۱۹.

صفحه از 241