من الحديث النبويّ الشريف وأخبار الأئمّة، ولم يجتمع الخطّ الإمامي إلى التفسير (بالرأي) إلّا في قرون لاحقة على زمن الغيبة.
ومثل ذلك وجدناه في عصر الأئمّة ۱ ماثلاً في تفسيرات:
أ . سعيد بن جبير التابعي (ت 64 هـ / 683 م).
ب . إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي (ت 127 هـ / 744 م).
ج . جابر بن يزيد الجعفي (ت 127 هـ / 744 م)، وغيرهم. فما توجّهات هذه المدرسة؟
عند العودة إلى اتّجاهات مدرسة قمّ الحديثية، نجد التوجّه المحافظ على تتبّع أثر الأئمّة، من قبل رجال هذه المدرسة، ولاسيما في حقبة الغيبة الصغرى وعصر الشيخ الكليني، حتّى عُدّ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن فروخ الصفّار الأعرج (ت 290 هـ / 919 م) هو المؤسّس الحقيقي لفقه الإمامية في إيران عموماً، وفي قمّ على وجه الخصوص، وكتابه بصائر الدرجات في علوم آل محمّد خير دليل على منهج مدرسة قمّ ؛ لأنّه ينطوي على مجموعة للحديث ربّما سبق بها الكليني في الكافي ۲ .
عُدتّ مدرسة قمّ بمثابة المركز السلفي العامّ في الفكر الاثني عشري في هذه الفترة بعد أن وصلت بنشاط رجالها إلى الذروة، وهم يمثّلون نقاء العقيدة المستمدّة من نبعها الصافي الرقراق، رافضين الأفكار المتأخّرة، كالغلوّ والغلاة، حتّى ذكر لنا النجاشي في رجاله جملة مَن طردهم القمّيون من قمّ لغلوّهم ۳ .
إلى جانب تنويهنا في الصفحات السابقة عن موقف القمّيين من الحلّاج ودعاواه في سفارته للمهدي عليه السلام ۴ ، وكان موقف المدرسة في مسألة نفي السهو على
1.الفكر السلفي لعلي حسين الجابري : ص ۲۳۹ ـ ۲۳۸.
2.لقد عدّ بروكلمن كتاب بصائر الدرجات هذا توسيعاً لكتاب بصائر الدرجات لأبي القاسم سعد بن عبد اللّه القمّي (ت ۳۰۰ه / ۹۱۳ م) انظر : تاريخ الأدب العربي : ج ۳ ص ۳۷۷، وأعلام المؤلّفين لعمر كحالة : ج ۹ ص ۳۰۸.
3.الرجال للنجاشي : ص ۲۶۰ ـ ۲۵۵.
4.مأساة الحلّاج : ص ۱۳ وماتلاها.