حياة الشيخ الكليني - صفحه 7

حياة الشيخ الكليني

السيّد ثامر العميدي ۱

الأوّل: الحياة السياسية والفكرية في عصر الكليني

عاش الكليني قدس سره في حقبة حاسمة من تاريخ العصر العبّاسي الثاني (232 ـ 334 ه ) امتدّت من أوائل النصف الثاني من القرن الثالث الهجري وحتّى نهاية الربع الأوّل من القرن الرابع الهجري وزاد عليها بقليل؛ وذلك في مكانين مختلفين، أوّلهما: موطنه الأساس (الريّ)، وثانيهما: عاصمة الدولة العبّاسية (بغداد)، حيث أقام بها زهاء عشرين سنة، الأمر الذي يعني ضرورة تسليط الضوء على أهمّ الجوانب السياسية والفكرية في هاتين الحاضرتين دون غيرهما من الحواضر العلمية الأُخرى المنتشرة في ذلك الزمان والتي وصل الكليني إلى بعضها، ونقل الحديث عن جملة من مشايخها.
وإذا ما علمنا أنّ الكليني قدس سره قد عاش ثلثي عمره تقريبا في الريّ، والثلث الأخير في بغداد، وعلمنا أيضا موقع الريّ الريادي في المشرق الإسلامي يومذاك، وموقع بغداد بالذات، وثقلها السياسي والفكري كعاصمة للدولة، اتّضح أنّ الحديث عنهما بأيّ صعيد كان، هو الحديث عن غيرهما بذلك الصعيد نفسه، ووجود بعض الفوارق الطفيفة لا يبرّر تناولها في عصره السياسي والفكري، سيّما بعد حصر منابع ثقافته

1.لقد كتب الدكتور ثامر العميدي كتابا بعنوان «حياة الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني» استجابةً لطلب مسؤول المؤتمر العالمي لثقة الإسلام الكليني ، وسيطبع مع مجموعة آثار المؤتمر وقد قام الشيخ حيدر المسجدي بتلخيص هذا الكتاب .

صفحه از 86