حياة الشيخ الكليني - صفحه 20

سادسا : تدهور الوزارة

مرّت الوزارة في ظلّ الدولة العبّاسية في هذا العصر بتجارب قاسية، وثبت فشلها في عصر الكليني ببغداد، إذ أخفق الوزراء في أعمالهم، ولم يحسنوا القيام بأعباء وزاراتهم، وكان همّهم الاستحواذ على أكبر قدر من الأموال، غير آبهين بشؤون الدولة وأمن الناس، بل كانوا إلبا مع الأتراك في معظم ما حصل من عزل وتنصيب! ويكفي مثالاً على ما وصلت إليه الوزارة في زمان ثقة الإسلام ببغداد ما ذكره الصابي بشأن وزراء المقتدر كأبي الحسن بن الفرات الذي ولي الوزارة ثلاث دفعات ، وكان يُعزل بعد كلّ مرّة ويُهان ويحبس ويؤتى بوزير جديد، ثمّ يعزل الوزير الجديد ويهان ويحبس، ويعاد ابن الفرات للوزارة، وهكذا حتّى قُتل بعد عزله للمرّة الثالثة وقطعوا رأسه ورأس ولده المحسن ۱ .

سابعا : الثورات الملتزمة والحركات المتطرفة التي أضعفت السلطة

بما أنّ الحديث عن هذه الثورات والتي أحاطت بالدولة من كلّ مكان يخرجنا عن أصل الموضوع، نشير إلى أهمّها كالآتي:
1 ـ الثورات العلوية: وهي كثيرة ، لا سيّما في مطلع ذلك العصر التي امتدّت من الطالقان شرقا، في حدود سنة (250 ه )، وإلى الدولة الفاطمية غربا في سنة (296 ه ) ۲ .
2 ـ حركة الزنج: التي فتَّت عضد الدولة العبّاسية كثيرا وراح ضحيّتها أُلوف الناس ۳ .
3 ـ حركة القرامطة: وهي من أعنف الحركات وأكثرها خطورة لا على الحكومة العبّاسية فحسب، بل على الإسلام ومثله العليا أيضا، ولهذا تجرّد ثقة الإسلام

1.. تحفة الأُمراء في تاريخ الوزراء للصابي: ص ۲۲ و۲۶ و۲۷ و۲۹ و۳۰ و۵۱.

2.. تاريخ الخلفاء : ص ۳۰۴.

3.. راجع نشأة تلك الحركة ونهايتها في تاريخ الطبري : ج ۹ ص ۴۷۰ ـ ۴۸۸ و۵۲۰ ـ ۵۲۹ و۵۳۴ ـ ۵۴۴ و۵۸۹ ـ ۵۹۹ و۶۲۸ ـ ۶۳۰ و۶۵۴ ـ ۶۶۱ .

صفحه از 86