حياة الشيخ الكليني - صفحه 31

الثاني : تحديد تاريخ الوفاة بسنة (329 ه )، وهو القول الثاني للشيخ الطوسي، قال في الرجال:
مات سنة تسع وعشرين وثلاثمئة في شعبان ببغداد، ودفن بباب الكوفة ۱ .
واختاره النجاشي، قال:
ومات أبو جعفر الكليني رحمه الله ببغداد، سنة تسع وعشرين وثلاثمئة سنة تناثر النجوم، وصلّى عليه محمّد بن جعفر الحسني أبو قيراط ۲ .
وذهب إلى هذا القول من العامّة أبو الفداء ۳ ، وإسماعيل باشا البغدادي ۴ .
وهذا القول هو الراجح ؛ لجملة من الأُمور، هي:
أ . إنّ أسبق مصادر القول الأوّل الذي حدّد وفاة الكليني رحمه الله بسنة (328 ه ) هو فهرست الشيخ الطوسي، ولا يبعد أن يكون هو المصدر الأساس لبقيّة الكتب التي حدّدت الوفاة بتلك السنة سواءً كانت شيعيّة، أو غيرها.
ب . المشهور هو أنّ الشيخ الطوسي ألّف كتاب الفهرست قبل كتاب الرجال، وهذا يعني أنّ قوله في الرجال الموافق لقول النجاشي بمثابة الرجوع عن قوله السابق.
ج . توفّر القرينة الدالّة على صحّة سنة (329 ه )، وهي ذكر شهر الوفاة، وهو شهر شعبان كما مرّ في كلام الشيخ الطوسي في رجاله، في حين تفتقر سنة (328 ه ) إلى مثل هذا التحديد.
جدير بالذكر إنّ شهر شعبان من سنة (329 ه ) يصادف شهر مايس من سنة 941 م، وشهر أرديبهشت من سنة 322 ه . ش.

2 ـ مكان الوفاة

اتّفق الكلّ على أنّ وفاته كانت ببغداد، ولم أجد المخالف في هذا إلّا ما كان من

1.. رجال الطوسي: ص ۴۳۹ الرقم ۶۲۷۷ (۲۷) باب من لم يروِ عنهم عليهم السلام .

2.. رجال النجاشي : ص ۳۷۷ ـ ۳۷۸ الرقم ۱۰۲۶.

3.. تاريخ أبي الفداء المعروف بالمختصر في أخبار البشر : ج ۱ ص ۴۱۹.

4.. هدية العارفين في أسماء المؤلّفين وآثار المصنّفين : ج ۶ ص ۳۵.

صفحه از 86