حياة الشيخ الكليني - صفحه 73

التي لم يعرفها أحد ولا سمع بها أحد في أكثر من سبعة قرون بعد وفاة الكليني. ولا يستبعد أن يكون أصل الحكاية من اشتباهات بعض المشايخ المغمورين في زمان رواج المنهج الإخباري بحديث الشيخ الصدوق الذي أسنده إلى الإمام الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى «كـهيعص» وأنّه قال عليه السلام : «الكاف: كاف لشيعتنا...» ۱
، فانصرف ذهن المشتبه إلى كتاب الكافى¨، ثمّ نسب هذا للإمام المهدي عليه السلام بلحاظ أنّ الكليني لم يدرك الإمام الصادق عليه السلام .

موقف علماء الشيعة تجاه أحاديث «الكافي»

لعلماء الشيعة ـ قديما وحديثا ـ إزاء أحاديث الكافي ثلاثة مواقف، هي:
الموقف الأوّل: النظر إلى روايات الكافي سندا ودلالةً، والتعامل معها على أساس معطيات علمي الرجال والحديث دراية ورواية، وهذا هو رأي الأصوليين وأكثر العلماء والفقهاء والمحقّقين.
الموقف الثاني: الاطمئنان والوثوق بصحّة أحاديث الكافي ، بالمعنى المتعارف عليه قبل تقسيم الأخبار إلى صحيح وحسن موثّق وضعيف، وهذا هو قول: الأخباريين الذي يمثل جانب الاعتدال بالقياس إلى الموقف الثالث .
الموقف الثالث: الحكم بقطعيّة صدور أحاديث الكافي عن المعصومين عليهم السلام ، وهو قول الأسترآبادي، والخليل بن غازي القزويني، ومن وافقهم من الأخباريين، وهو شبيه بقول العامّة بشأن أحاديث البخاري ومسلم، ولا دليل عليه إلّا بعض القرائن التي صرّح المحدّث النوري بأنّها لا تنهض بذلك.

منهج الكليني في أسانيد «الكافي»

اختلف المنهج السندي في كتاب الكافي اختلافا كلّيا عن المنهج السندي في كتاب

1.. معاني الأخبار للشيخ الصدوق: ص ۶۸ ح ۶ باب معنى الحروف المقطّعة في أوائل السور من القرآن.

صفحه از 86