أشعار الكافي ، دراسة تحليلية - صفحه 295

أشعار الكافي ، دراسة تحليلية

د . عبد الإله عبد الوهّاب العرداوي ۱

بسم اللّه الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين محمّد الأمين صلى الله عليه و آله وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد :
فإنّ علم الحديث يأتي في مقدّمة العلوم الإسلامية التي وضعها العلماء المسلمون وسيلة من وسائل معرفة الفكر الإسلامي بعامّة ، والتشريع بخاصّة .
فعلم الحديث من العلوم الشرعية التي يتوقّف عليها الاجتهاد الفقهي، وتقوم على أساس منها عملية استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها ، ومن هنا تأتي أهمّية دراسة علم الحديث .
لقد عكف المسلمون وفي مقدّمتهم الشيعة الإمامية على تدوينه وترتيبه في مصنّفات قيّمة، ومن ثمّ نقله إلى الأجيال اللّاحقة ، وهم بذلك وضعوا قواعد الشريعة وأضفوا عليها سمة الخلود والدوام .
ومن أجلّ الكتب الحديثية التي جمعت الأحاديث وهذّبتها ورتّبتها على وفق مرويات أهل البيت عليهم السلام الكتب الأربعة المشهورة : الكافي للشيخ الكليني (ت 395 ه )، وكتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق (ت 381 ه )، وتهذيب الأحكام والاستبصار للشيخ الطوسي (ت 460 ه ) .
وكتاب الكافي خلاصة آثار الصادقين وعيبة سنّتهم القائمة ، فهو كافٍ في علمه ، وكافٍ لشيعة آل البيت عليه السلام ، ومن هنا تأتي الأهمّية الكبرى لكتاب الكافي بوصفه أحد الموسوعات الحديثية الكبرى للشيعة . أمّا صاحب الكافي الشيخ الكليني فهو من العلماء الأعلام، وسيرته شاعت في الآفاق، وقد نجترء عليه إن لم نمهّد لسيرته وفضله ، لكنّ كتب أُخرى ودراسات كثيرة قد أفاضت في ذلك ، ولعلّنا بذلك نحيل القارئ إليها ۲ .
لقد ضمّ كتاب الكافي فضلاً عن مرويات أهل البيت عليهم السلام موضوعات ومحاور شتّى، منها الأشعار التي ذكرها الشيخ الكليني بوصفها شاهدا على ما يريده في مقامات وموارد متعدّدة ، فكانت تلك الأشعار سببا دفعني إلى دراستها للكشف عن كنهها ، ومحاولة ربطها مع ما سيقت إليه من موارد في كتاب الكافي ، وبذلك تجلّت هذه الدراسة ووُسِمت ب «أشعار الكافي، دراسة تحليلية» .
وفي ضوء ذلك اقتضت طبيعة الدراسة أن تُقسّم على مقدّمة وفقرات متسلسلة، حاولنا خلالها توثيق النصوص الشعرية بتخريجها من مظانّها قدر الإمكان ، ومن ثمّ تحليلها وربطها مع ما سيقت إليه كشاهد لمواضع مختلفة أوردها الشيخ الكليني كلّاً في مستقرّه . وأخيرا حاولنا استكناه الجوانب الفنّية لتلك الأبيات ، وإبراز النكات البلاغية التي جمّلتها وتوسّطت عنقها ، وختامها وأوّلها أنّ الحمد للّه ربّ العالمين، والعاقبة للمتّقين .

1.كلّية التربية / جامعة بابل / العراق .

2.. انظر مثلاً ما كتبه حسين علي محفوظ في مقدّمة كتاب الكافي: ج ۸ ص ۲۴، وهي ترجمة وافية له الشيخ الكليني، تضمّنت رجوعه إلى كثير من المصادر .

صفحه از 314