أشعار الكافي ، دراسة تحليلية - صفحه 304

4 ـ الجانب الاجتماعي

وفيه موارد مختلفة تتعلّق بالحياة الاجتماعية وعلائقها المختلفة ، وما تفرزه من قيم وأعراف اجتماعية يعتدّ بها ، ويكون لها قصب السبق بما جُبِلَ عليه الإنسان في كونه كائن اجتماعي ، ففي كتاب المعيشة باب كسب النائحة يورد لنا الشيخ الكليني قول أُمّ سلمة نادبة ابن عمّها الوليد بن المغيرة : (من مجزوء الكامل)
أَنعى الوَليدَ بنَ الوليدِ أَبا الوَليدِ فَتى العَشيرَه
حامي الحَقيقَةِ ماجِدٌيَسمو إلى طَلَبِ الوَتيره
قَد كانَ غَيثا في السِنينَ وَجَعفَرا غَدَقا وَمِيرَه۱
فندب الميّت بأحسن أوصافه وأفعاله والبكاء عليه جائز ، وقيّد في المشهور جواز نوح النائحة بحقّ ، أي إذا كانت تصف الميّت بما هو فيه من الصفات ، فضلاً عن أنّ صوتها لا يسمعها الأجانب ۲ .
وفيه من كتاب النكاح باب أصناف النساء قول الشاعر : (من الطويل)
أَلا إِنَّ النِّساءَ خُلِقنَ شَتّىفَمِنهُنَّ الغَنيمَةُ وَالغَرامُ
وَمِنهُنَّ الهِلالُ إِذا تَجَلّىلِصاحِبِهِ وَمِنهُنَّ الظَّلامُ
فَمَن يَظفَر بِصالِحِهِنَّ يَسعَدوَمَن يُغبَن فَلَيسَ لَهُ انتِقامُ۳
الذي يذكر فيه أصنافهنّ ، فمن رام أن يظفر بصالحهنّ كي يتزوّج بها، فلا بدّ أن تُنسب إلى الخير وإلى الخلق القويم ، تعين زوجها على دهره ليهنأ في دنياه وآخرته ، ولا تعين الدهر عليه ليشقى فيهما ويبتلي .
وفيه من كتاب النكاح باب خطب النساء ما قاله عبد اللّه بن غنم في خطبة خديجة بنت خويلد ، والأبيات أبين عمّا في نفسها ، وأشمل في موضوعها ومعناها : (من الطويل)
هَنيئا مَريئا يا خَديجَةُ قَد جَرَتلَكِ الطَّيرُ فيما كانَ مِنكِ بِأَسعَدِ
تَزَوَّجتِهِ خَيرَ البَريَّةِ كُلِّهاوَمَن ذا الذي في الناسِ مِثلُ مُحَمَّدِ
وَبَشَّرَ بِهِ البرّانِ عيسى بنُ مَريَمَوَموسى بنُ عِمرانَ فَيا قُربَ مَوعِدِ
أَقَرَّت بِهِ الكُتّابُ قِدماً بِأَنَّهُرَسولٌ مِنَ البَطحاءِ هادٍ وَمُهتَدٍ۴
وقد تتّصل تلك العلائق الاجتماعية بأُمور تشريعية تترتّب عليها تبعات قضائية ، كما هو الحال في البيت الذي تمثّل به الإمام عليّ عليه السلام : (من الرجز)
أَورَدَها سَعدٌ وَسَعدٌ يَشتَمِلُما هَكَذا تُورَدُ يا سَعدُ الإِبِلُ۵
والبيت يرتبط بحادثة معلومة سيق من أجلها المثل ۶ ، فكان تمثّل الإمام عليّ عليه السلام به ملائما للحادثة التي ذكرها صاحب الكافي ۷ .

1.. وردت الأبيات برواية مختلفة في أُسد الغابة: ج ۵ ص ۹۳ ؛ الاستيعاب: ج ۴ ص ۱۵۵۹ ، الإصابة ج ۶ ص ۴۸۵ : يا عين فابكي للوليد بن الوليد بن المغيره قد كان غيثا في السنين ورحمة فينا وميره ضخم الدسيعة ماجدايسمو إلى طلب الوتيره مثل الوليد بن الوليد بن الوليد كفى العشيره والرواية المذكورة في المتن هي رواية: فروع الكافي: ج ۵ ص ۱۱۷ ؛ انظر : بحار الأنوار: ج ۲۲ ص ۲۲۶ .

2.. انظر : فروع الكافي: ج ۵ ص ۱۱۷ الهامش ۴ .

3.. لم أعثر على قائله فيما اطّلعت عليه من كتبٍ ، وانظر : فروع الكافي: ج ۵ ص ۳۲۲ ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه: ج ۳ ص ۳۸۶ .

4.. مناقب آل أبي طالب: ج ۱ ص ۴۰ ؛ بحار الأنوار: ج ۱۶ ص ۶ ؛ وانظر : فروع الكافي: ج ۵ ص ۳۷۵ .

5.. البيت منسوب إلى النوار بنت جل بن عدي في جمهرة أمثال العرب: ج ۱ ص ۲۰۰ ؛ مجمع الأمثال: ج ۱ ص ۸۶ ؛ المستقصى في أمثال العرب: ج ۱ ص ۲ .

6.. البيت يضرب مثلاً للرجل الذي يقصر في الأمر إيثارا للراحة على المشقّة ، قصّته مذكورة في المصادر السابقة .

7.. انظر فروع الكافي: ج ۵ ص ۳۷۳ .

صفحه از 314